اعترفت روسيا بالثوار كسلطة حاكمة في ليبيا وذلك بعد ثلاثة أشهر على خطوة مماثلة قامت بها بعض الدول الغربية وتزامنا مع انعقاد مؤتمر هام في باريس. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس أن روسيا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي الهيئة السياسية للثورة الليبية "سلطة حاكمة" في ليبيا. وقال البيان إن "الاتحاد الروسي يعترف بالمجلس الوطني الانتقالي سلطة حاكمة ويرحب ببرنامجه الإصلاحي الذي يشمل الخروج بدستور جديد وإجراء انتخابات عامة وتشكيل حكومة". وأضافت الوزارة أن "بلدنا أقام علاقات دبلوماسية مع ليبيا في الرابع من سبتمبر 1955 ولم يقطعها يوما أيا كان شكل الحكومة في طرابلس". وكانت روسيا، الحليف التقليدي لطرابلس رفضت في يوليو الاعتراف بالمجلس الانتقالي باعتباره "السلطة الوحيدة الممثلة" للشعب الليبي. غير أن الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف أشار في الرابع والعشرين من أغسطس إلى أن روسيا على استعداد لإقامة علاقات مع الثوار الليبيين إذا تمكنوا من توحيد البلاد. وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها تتوقع من المجلس الوطني الانتقالي ألا يتراجع عن العقود الموقعة مع النظام السابق التي تشمل صفقات كبرى في مجالات الطاقة والدفاع والسكك الحديد. ومن جانبها سعت الجزائر إلى توضيح موقفها الملتبس من ليبيا تدريجيا بتأكيدها أنها مستعدة للاعتراف بالسلطات الانتقالية الليبية واستبعادها استقبال العقيد معمر القذافي. وقال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي "ليعلن المجلس الوطني الانتقالي حكومة جديدة تمثل كل مناطق البلاد. وعندما يفعل ذلك سنعترف به". والجزائر هي البلد الوحيد في شمال أفريقيا الذي لم يعترف بالهيئة التمثيلية للثوار، فقد أعلنت عن "حيادها" في النزاع الذي تشهده ليبيا وواجهت اتهامات بدعم الزعيم الليبي وأعطت انطباعا بعزلة متزايدة في مواجهة الزخم الذي ولدته الثورات العربية.