طالب إعلامي في الرياض النخب بالواقعية في التعامل مع الجماهير، وأن يكونوا بين الناس، مؤكداً أن النخب في مصر نجحت في خمسينات القرن الماضي لأنها كانت بين الناس في المقاهي، تعقد حلقات نقاش بشتى أنواعها الشرعية أو الفكرية والناس متحلقين من حولهم. وقال الإعلامي عادل الماجد في مقر النادي الأدبي بالرياض مساء أول من أمس ضمن سلسلة فعالية منبر الحوار في محاضرة حملت عنوان "جرأة النخب على الجماهير": إن التفكير التفصيلي كما يقول صاحب نظرية القبعات الست دي بونو من أصعب المهام الإنسانية وطبيعة النخب أنها قليلة دائماً ويجب ألا نستاء من هذا، ومخطئ من يتوقع أن الجماهير ستستغني يوماً عن المحفزات التي ترافق ما يقدم لها ما لم يرافقها الترفيه أو العاطفة. وبيّن الماجد أن النخب السياسية أنضج من النخب الثقافية رغم أن لديها سلطة وذلك لأنها تدرس الجمهور المعقد بشكل أكبر وتعلم أن كل فرد في المجتمع يحمل رأيا ربما لا يستخدمه الآن ولكن قد يستخدمه في وقت آخر، لذا يبقى السياسي على قناعة بأنه يجب أن يبقى متواصلاً مع الجمهور. وأضاف الماجد: متى ما كان السياسيون متواصلين مع الجمهور بصفة صحيحة ومقنعين للنخب، إذا تحققت هذه المعادلة يحدث الاستقرار السياسي في أي دولة من دول العالم. وعاد الماجد ليقول بأن النخب تستحق الدلال لأنها بذلت الكثير، ويبقى النخبوي أفضل على وجه العموم من الجماهيري وهذا حكم عام على حد تعبيره. وأوضح الماجد لو كنت أعلم أن النخبة لا تستفيد مما يقال لما قلت هذا الكلام، مبيناً أن النخبة تراجع نفسها على الدوام بهدف تطويرها ويتميز النخبويون بالميل إلى التطور والتغيير، واستدرك الماجد بقوله لكن هذا لا يمنع القول بأنها قد تسلك مسلكا فيه إشكالية ولكن هذا السلوك لو تم التنبيه عليه فستتدارك النخب نفسها وتصحح مسارها باتجاه ثقافة احترام الجمهور. ثم انتقل الماجد إلى الحديث عن ثقافة احترام الجمهور بقوله بلا شك الجمهور ذكي جداً وقوي جداً، ربما ليس له منظومة ينطلق منها ويؤثر، وربما يكون غير مبادر لأنه ليس لديه القدرة على التعبير بشكل قلق كما تمارس ذلك النخب، ولكن له رأي وله موقف وله حاسة سادسة لا يعلمها كثير من النخب. وتابع: الجماهير يعرفون الكذاب حتى لو تظاهر بالصدق، يعرفون هل هو صالح أم طالح بحاستهم السادسة يجب أن يخاف النخب من هذه الحاسة السادسة التي ترصدهم ربما بصمت، ولكنها ترصدهم. واستدرك الماجد: أنا لا أقسو على النخب ولكن أرى أن عليها أن تراعي الجماهير حتى في المصطلحات التي تستخدمها. وأقرّ الماجد بأن بعض المصطلحات تكون نُحتت لموقف معين وتتداول لأنه الأقرب للفهم، ولكنه حذر مما سماه بالاستعراض بالمصطلحات. وعن دور الجماهير في الإنتاج الثقافي، قال الماجد إن القيام بالواجبات على أتم وجه، والسعي للحقوق سعياً غير مرتبط بالقيام بالواجبات، متى ما تحققت هذه المعادلة ستكون كفيلة بالاستفادة القصوى من إنتاج الجماهير على المستويات كافة، الثقافية وغير الثقافية.