أظهر اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو في إسبانيا أمس، المحطة الثانية من جولته، اتفاقا فلسطينيا إسبانيا في وجوب رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وتشكيل لجنة تحقيق دولية في الهجوم الإسرائيلي على قافلة "أسطول الحرية"، ودعما إسبانيا للمواقف السياسية لعباس مع إعطاء دفعة للعلاقات الفلسطينية الإسبانية بتشكيل لجنة ثنائية فلسطينية إسبانية لتعزيز التعاون والعلاقات الثنائية. وأكد عباس رضاه عن الدور الأوروبي، وقال "أؤكد أننا راضون تماما عنه سواء فيما يتعلق بالموقف السياسي، وهذا ما شاهدناه وناقشناه في بيان 8 سبتمبر الماضي، ودوره في اللجنة الرباعية والبيان الذي صدر عن اجتماعها في موسكو، وكذلك الموقف الذي يتبلور الآن بشأن مسألة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة". وأضاف "لذلك نقول إن الموقف الأوروبي متطور وجيد على مستوى التصريحات ولا أنكر أنه جيد على مستوى العلاقات الثنائية بيننا وبين دول الاتحاد الأوروبي". وكان عباس وصل فجر أمس إلى مدريد حيث جرى له استقبال رسمي في المطار، ثم عقد اجتماعا مع ثاباتيرو قبل أن يتوجه عصرا إلى فرنسا، المحطة الثالثة في جولته. والتقى عباس في باريس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمسؤولين الفرنسيين ليختتم جولته في منتجع شرم الشيخ المصري بعد يومين بلقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك. وقال عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع ثاباتيرو بمدريد "ناقشت في مدريد القضايا التي تهمنا جميعا سواء الفلسطينيون أو الأسبان، وأنا قادم من الولاياتالمتحدة حيث أجريت اتصالات ولقاءات وأعتقد أنها كانت مثمرة ومفيدة وتركزت على عملية السلام". وأوضح أنه "أكد لأوباما أننا في الوقت الذي نحرز فيه تقدما ملموسا في قضيتي الحدود والأمن سننتقل إلى المفاوضات المباشرة لاستكمال باقي قضايا المرحلة النهائية". وأوضح في المؤتمر أن هناك اتفاقا مع الأسبان على ضرورة فك الحصار عن غزة، وضرورة أن تكون لجنة التحقيق في الاعتداء على أسطول الحرية، لجنة دولية. وحول المصالحة قال "بدون مصالحة لا نستطيع أن نستكمل عملية السلام، ولذلك خلال أيام سيذهب وفد إلى قطاع غزة لإقناع حماس بضرورة التوقيع على الوثيقة المصرية ونرجو أن يقبلوا ذلك، وبمجرد أن يوقعوا على هذه الوثيقة ستبدأ المصالحة بشكل سريع في الانتخابات الرئاسية والتشريعية". وشدد عباس على رفض إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد، "لأننا ملتزمون بالاتفاقيات التي وقعناها مع الإسرائيليين والتي تنص على أنه لا يحق لأي طرف بأن يقوم بأية أعمال أحادية من شأنها أن تؤثر على نتائج مفاوضات المرحلة النهائية".