أعلنت المصارف البريطانية إلغاء حوالي 50 ألف وظيفة في العالم هذا الأسبوع الذي شهد تقلبات حادة في الأسواق، محذرة من أن الحركة يمكن أن تتسارع إذا تبين أن الإصلاح المنتظر للقطاع سيكون قاسيا جدا. وأعلنت المصارف الخمسة الكبرى التي تهيمن على قطاع المال نتائج نصف سنوية متضاربة تحدثت عن تحقيق أرباح كبيرة بلغت 6,2 مليارات يورو لاتش اس بي سي وخسائر هائلة لم تكن متوقعة 2,6 مليار يورو لمجموعة لويدز المصرفية. وسواء كانت جيدة أو سيئة، ترافقت الأرقام مع خطط كبيرة لخفض النفقات تهدف إلى طمأنة المستثمرين بشأن تحقيق أرباح في فترة اقتصادية توصف "بالصعبة". وهذا يعني اقتطاعات كبيرة في الوظائف. وكان البنك البريطاني اتش اس بي سي أحد أكبر المصارف الأوروبية، الأكثر حسما بإعلانه الاثنين الماضي أنه سيلغي حتى ثلاثين ألف وظيفة على الرغم من النتائج الممتازة التي حققها. وأعلن المدير العام للمجموعة ستيوارت جاليفر أن المصرف "حقق نتائج جيدة في أجواء صعبة" ورأى أن إجراءات التوفير كانت "خطوة في الاتجاه الصحيح على طريق ما زال طويلا". وأعلنت مجموعة لويدز المصرفية البريطانية كذلك خسارة صافية في النصف الأول من العام مقدارها 2,3 مليار جنيه إسترليني بعد اضطرارها لتعويض عملائها الذين باعت لهم برامج تأمينية غير ضرورية. وقالت المجموعة، التي سبق وأنقذتها الحكومة البريطانية بشراء حصة كبيرة من أسهمها، إن خسارتها بعد حساب الضرائب عن فترة الستة أشهر حتى يونيو تقارن بربح صاف حققته عن الفترة نفسها من عام 2010 بلغ 596 مليون جنيه. وألغت المجموعة 15 ألف وظيفة في إطار مسعاها لخفض عملياتها الدولية بمقدار النصف. كما رفض مصرف رويال بنك اوف اسكتلند الذي أمم بنسبة ثمانين%، التعليقات على معلومات صحافية عن إلغاء ألفي وظيفة في فرعه للاستثمار قريبا. والثلاثاء أطال مصرف باركليز قائمة إلغاء الوظائف في القطاع المصرفي الأوروبي وتوقع خفض العدد الإجمالي من العاملين فيه بثلاثة آلاف شخص في 2011. ولخفض تكاليف تشغيله سرح مصرف باركليز على غرار منافسيه 1400 موظف معظمهم في بريطانيا منذ مطلع السنة ليبلغ العدد الإجمالي لموظفيه 146 ألفا. وقدرت الارباح الصافية للمجموعة ب1,5 مليار جنيه إسترليني خلال النصف الاول من العام الحالي في تراجع نسبته 385 % مقارنة مع ألفترة نفسها في 2010. كما عانى مصرف الاستثمار "باركاب" من الاوضاع الاقتصادية المتردية مع تراجع ايراداته نصف السنوية ب11%. وفي أوروبا أبرم ثاني مصارف ايطاليا اينتيسا سانباولو مؤخرا اتفاقا مع النقابات يقضي بإلغاء ثلاثة آلاف وظيفة، بينما سيفصل مصرف كريدي سويس السويسري ألفين من موظفيه لتوفير مليار يورو. وأعلنت مصارف أوروبية أخرى تواجه هي ايضا مستقبلا غير مضمون، إلغاء وظائف لكن بشكل اقل، ومنها "كريديه سويس" الذي بدا الاسبوع الماضي تطبيق خطة لإلغاء ألفي منصب. إلا أن التحرك الذي بدأ في القطاع المصرفي البريطاني لا مثيل له اذ أن المصارف البريطانية استأنفت التوظيف بعد الأزمة المالية معولة على انتعاش قوي لم يتحقق.