كسرت فرقة التنورة المصرية للإنشاد الديني حاجز الإسلاموفوبيا في العديد من المدن والقرى الإيطالية، التي خرج أبناؤها للاستمتاع بهذا اللون الإبداعي الوافد من قلب الثقافة الإسلامية، التي تتهمها الصحافة الصهيونية واليمين الغربي المتطرف بالإرهاب وبالتخلف طبقا لما وقر في أذهان كثير من الطليان. ففي مدينة جالوتشا التي تبعد نحو 150 كيلو مترا عن العاصمة الإيطالية روما خرج الإيطاليون إلى الشوارع لمتابعة العرض المفتوح الذي قدمته فرفة التنورة ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتراث، مبدين إعجابهم بهذا اللون الذي يرونه للمرة الأولى. وقالت الفتاة الإيطاليا لوديفيجا: لقد تابعت بإعجاب شديد هذه اللوحات الفنية والموسيقى التي قدمتها الفرقة المصرية، وعلى الرغم من أنني لا أعرف العربية إلا أنني أشعر بتجاوب شديد مع هذه الألحان والأناشيد التي تعكس ثقافة وتراثاً ثرياً، ونحن حين خرجنا لنستمتع بهذا الفن سقطت كل الحسابات والحواجز التي من الممكن أن تكون وسائل الإعلام رسختها بصورة سلبية في الأذهان عن الإسلام والمسلمين. وأضافت لوديفيجا: إن الفن لغة عالمية سامية تحمل ثقافات الشعوب لبعضهم البعض وتحقق التواصل الإنساني ولست أنا وحدي التي تجاوبت مع هذا التراث الإنساني الإسلامي وإنما كثيرون غيري، وقد انعكس ذلك في التتشجيع التلقائي والتحلق من سكان مدينتي حول فرقة التنورة. من جانبه قال المايسترو الإيطالي عازف الآلة الشعبية المعروفة بالقربة إحدى آلات النفخ: إنني أتابع فرقة التنورة والعديد من فرق الإنشاد الديني في العالم العربي والإسلامي بحكم اهتمامي بالفنون الشعبية والتراثية وباعتباري فنانا وعازفا وأقدر الفلسفة الإسلامية العميقة التي تحملها هذه الفرق خلال أناشيدها ومعزوفاتها وكلها شأن كل فن وإبداع يحمل الحب والخير والجمال ويدعو للتسامح والتواصل، فالفن لغة عالمية ولكل ثقافة تميزها وخصوصيتها، والفلسفة الإسلامية عميقة وقد انعكس ذلك على الألوان الفنية والإبداعية والأشكال الفنية التي تقدمها الفرق الإسلامية انطلاقاً من هذه الثقافة وذلك الموروث الذي هو جزء أصيل من الثقافة الإنسانية. يذكر أن عدداً من المدن الإيطالية تستضيف حالياً وعلى مدى عشرة أيام فعاليات المهرجان الدولي للفلكلور والتراث الإنساني من مختلف قارات العالم بالتعاون بين منظمة سيوف العالمية الإيطالية للتراث ومنظمة اليونسكو، ومن هذه المدن روما وكوري وسيرموناتا وباليانو وستوزا ولاتين وجالوتشا، وتمثل مناطق العالم في المهراجان فرقة التنورة والإنشاد الدينية المصرية والفرقة التراثية الروسية وفرق كل من نيوزيلندا وبيرو والإكوادور وبورتوريكو بالإضافة للفرق التقليدية والرومانية بالمدن الإيطالية.