اختار مسلمو فرنسا استقبال شهر رمضان المبارك بافتتاح مسجدين كبيرين جديدين، يكون شهر رمضان هو خير موعد لتدشينهما، ويكونان خير هدية لمسلمي فرنسا في الشهر الكريم. وعلى الرغم من عدم انتهاء أعمال التشطيبات النهائية بالمسجدين إلا أن المسؤولين عنهما قرروا فتح أبوابهما للمصلين مع أول أيام رمضان حتى يتمكن المقيمون من أداء شعائر الصلاة خلال شهر الصوم في جماعة يضمها مسجد كبير، ويقع المسجد الأول في مدينة ستراسبورج ويعد أول مسجد يفتتح لمسلمي فرنسا في مقاطعة الألزاس، بينما يقع الثاني في مدينة ليل الفرنسية. وقد شارك بالفعل منذ اللحظة الأولى لافتتاح مسجد ستراسبورج "المنتظر الانتهاء من أعمال البناء فيه تماما في نهاية أكتوبر المقبل ما يقرب من 300 شخص في صلاة الظهر في أول أيام الشهر المبارك. وتبقى فرحة مسلمي هذه المقاطعة الفرنسية عارمة بافتتاح أول مسجد لهم حيث يؤكد الجميع على أنهم قبل أعوام كانوا يؤدون الصلاة في الجراجات والمخازن الموجودة تحت الأرض. وقد أشاد المصلون بأسلوب بناء المسجد االذي ستتسع مساحته بشكل أكبر بعد افتتاحه نهاية شهر أكتوبر المقبل، وذلك بعد رفع باقي معدات البناء المستخدمة في تشطيبه والتي لا تزال تستقطع جزءاً من مساحته، حيث يتميز تصميم المسجد بعدم وجود أية أعمدة من شأنها أن تحجب رؤية الإمام أثناء الصلاة. ويذكر أن عدد المسلمين في مدينة ستراسبورج وضواحيها يبلغ ما بين أربعين إلى ستين ألف مسلم أي ما يشكل حوالي 13% من سكان المنطقة بحسب آخر الإحصائيات المعلنة. وعلى جانب آخر بدأ المسلمون في مدينة "ليل" تأدية الصلاة بشكل مبدئي في مسجد "فيلنوف داسك" الذي افتتحوه في إحدى ضواحي المدينة مع أول أيام شهر رمضان، ومن المتوقع أن يفتتح رسميا في نهاية العام الجاري، ويعتبر مسلمو مدينة ليل أن بناء هذا المسجد قد أكد على هويتهم الدينية في وقت يحاول غالبية السياسيين الفرنسيين الظهور بمظهر المعادي للوجود الإسلامي في فرنسا، حيث يصل ارتفاع مئذنته إلى 18 متراً، وخصوصا أن عدد أبناء الجالية المسلمة المقيمة في مدينة "ليل" يصلون إلى مائة وخمسين ألف مسلم، وذلك بحسب إحصاء المجلس الإقليمي للديانة الإسلامية.