من يحسم قرار التصويت بالنسبة للناخب في الانتخابات البلدية المقبلة.. شركات العلاقات العامة، أم الدعم الأسري، أم العلاقات الشخصية بالنسبة للمرشحين؟ سؤال سيتكرر طرحه هذه الأيام وحتى إجراء الحملات الدعائية الانتخابية بالنسبة للمرشحين لعضوية المجالس البلدية في دورتها الثانية الجديدة المزمع عقدها في 29 من سبتمبر المقبل. يأتي ذلك في ظل حداثة الانتخابات البلدية بالمملكة، والتي لا تزال في بداياتها منذ تجربتها الأولى في الممارسة الانتخابية الأولى في عام 2005، ويمتد ذلك إلى ثقافة العملية الانتخابية وتفريعاتها بالنسبة للمرشحين وما يتعلق بأسس حملاتهم الانتخابية وبرامجهم التي سيوجهونها للمواطنين. ووفقاً لتقارير دولية في العلاقات العامة رصدتها "الوطن"، فإن أجواء الانتخابات الحديثة بالنسبة للسعوديين حفزت وكالات علاقات عامة عربية وإقليمية ودولية، للدخول في هذا السوق لتحظى بحصة من الكعكة المالية الضخمة التي تتجاوز عشرات الملايين من الريالات، هي حصيلة ما يصرفها المرشحون على حملاتهم الانتخابية. وأشارت التقارير إلى أن الاكتفاء بالمكانة العائلية أوالعلاقات الشخصية لن يكون عاملا حاسما لنجاح المرشح، مستندة في ذلك على الإقبال الضعيف من قبل الناخبين الذي شهدته مراكز التسجيل خلال التمهيد لانتخابات المجالس البلدية، الأمر الذي سينعكس إيجابياً – وفق تقاريرها – على زيادة إقبال المرشحين على الاستعانة بوكالات العلاقات العامة لترويج وتحسين صورتهم الذهنية أمام المشهد الاجتماعي المحلي. من جانبه، قلل الخبير الإعلامي في مجال الصورة الذهنية الدكتور مالك الأحمد، من قدرة وكالات العلاقات العامة، سواء المحلية أو الدولية في التأثير على الصوت الانتخابي، إلا أنه قال ل"الوطن"، إن لها دورا مساعدا في تحسين صورة المرشح، لكن هذا الدور لا يتجاوز نسبة ال 30 %، فأغلب المرشحين يعتمدون على الصلات العائلية وأواصر القربى والمكانة الاجتماعية والعلاقات الشخصية لضمان فوزهم في الانتخابات من دون اللجوء للحملات المكلفة مالياً. واستند الأحمد في تأصيل وجهة نظره على دورة المجلس البلدي الأولى، حيث صرف عدد غير قليل من المرشحين على ميزانية حملاتهم الانتخابية الملايين من الريالات ودخلوا في شراكات مع وكالات للعلاقات العامة في إدارة حملاتهم إلا أنهم لم ينجحوا، وبرر ذلك بعدم معرفة تلك الشركات أوالوكالات بثقافة المجتمع السعودي المحلي وطبيعة تكوينه وتأثيراته في صياغة قراراته. من جهة أخرى، حاول الأخصائي في هذا المجال نادر العيتاني، الدفاع عن دور العلاقات العامة في الانتخابات البلدية، قائلا إن هناك حالة اختلاف بين قدرات الوكالات العاملة في هذا الحقل، فالمؤسسات المحلية تفتقد للخبرة والتعامل، بخلاف الشركات العاملة في المملكة والتي لها امتداد إقليمي أو دولي، مضيفا أن الشركات الإقليمية والدولية تعتبر هذا العمل جزءا مهما من مجال عملها في تحسين الصورة الذهنية للشخصية المعنية. وبين أن الشركات الإقليمية والأجنبية تستعين بخبرات واستشاريين سعوديين على مستوى عالٍ من الخبرة في طبيعة رسم البرامج والحملات الانتخابية للمرشحين المحليين، وليس الأمر فقط مجرد برنامج من دون خلفيات عن طبيعة ما سيقدم للمرشح.