"الأمل" الذي يعيش صراعاً عنيفاً مع "اليأس" في أروقة نفس كل "نزيل" ينتظر الإفراج عنه قبل أن يتمكن منه ذلك اليأس، كان له أول من أمس حافزاً قوياً في نفوس نزلاء سجن الخفجي، حركته كلمات مدير إدارة سجون المنطقة الشرقية العميد عبدالله بن علي البوشي. وقد قطع البوشي مسافة 320 كيلومتراً من الدمام إلى الخفجي في ساعات "خارج الدوام الرسمي" ليشارك أولئك النزلاء مشاعرهم في "فرحة سجين" التي رسمتها لهم وحدة سجن المحافظة. و"فرحة سجين" عنوان اختير بدقة ليمثل على مدى أسبوعين برنامج ومهرجان المركز الصيفي الترفيهي لنزلاء سجن المحافظة والذي اختتم أول من أمس. ولم تغب كلمة "الإفراج" عن لسان مدير إدارة سجون المنطقة الشرقية في موقعين، الأول في كلمته أمام حضور الحفل الختامي للمهرجان الصيفي حيث قال: "أسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد للنزلاء، وأن يفرج لهم، ويعودوا لأسرهم وذويهم بالتوبة النصوحة، ومع قرب شهر رمضان المبارك أدعو الله أن يفرج لهم في هذا الشهر الفضيل". وفي الموقع الثاني، كانت كلمة "الإفراج" تخاطب مسامع النزلاء مباشرة داخل عنابر السجن عندما استقبلوه وهم ينتظرون منه كلمة أمل تقتل في نفوسهم اليأس، ليرفع ذلك الموقف من المعنويات والآمال بعودة صالحة للمجتمع، وهي الرسالة التي تعمل عليها كل الإصلاحيات. من جانبه، خاطب أحد النزلاء بالنيابة عن البقية، الحضور في كلمته قائلا "لقد أمضينا أسعد أيامنا.. في فعاليات النادي الصيفي"، مشيرا إلى الأثر الطيب الذي خلفته تلك الفعاليات في نفوس النزلاء جميعا، ليكون لهم هذا التجمع باعثاً للأمل والأماني الجميلة والفرج الذي ينتظرونه بعد توبة صادقة.