كانت الظروف أقوى من خياراته الأخرى، حيث التحقت زوجته بالبعثة وهي في شهرها السادس من الحمل، وبعد معاناة البدايات في بلد الابتعاث والانتظام في دراسة اللغة دوت صرخات المولود الجديد في المستشفى العام بالعاصمة الكندية أوتاوا معلنة قدوم الوليد إلى جانب أخته نورة التي تبلغ من العمر سنتين. أحمد الظفيري والد المولود، الممرض الذي قدم إجازة رسمية ليرافق زوجته يصف ما حدث له بالتجربة الفريدة والصعبة في نفس الوقت بسبب عاملي المكان واللغة، بالإضافة إلى عدم درايته بنظام المستشفيات في كندا في مثل هذه الحالات. وتقول والدة الرضيع: إن الولادة خارج الوطن وبعيدا عن الأهل "فيها شعور بالوحدة"، لكنها عادت لتؤكد أن زميلاتها السعوديات قمن بالواجب الاجتماعي تجاهها، واستطعن أن يخففن حمل التعب والغربة عنها بالوقوف إلى جانبها أثناء الولادة وبعدها. وفرحة بالضيف الجديد قرر الظفيري إقامة العقيقة على وجهين مع الأصدقاء في الغربة وبين الأهل في مسقط رأسه "حفر الباطن"، حيث أشار عليه أحد زملائه بجواز ذلك بناء على فتوى قد اطلع عليها مسبقا لا سيما أن عقيقة الذكر شاتان. وفي إجازة نهاية الأسبوع المنصرم أقام الظفيري العقيقة بشاة واحدة في أحد المتنزهات وسط العاصمة أوتاوا، حيث دعا مجموعة من الأصدقاء وزملاء الدراسة لتناول وجبة الغداء بحضور العائلات، كما أقيمت مناسبة مماثلة بالشاة الأخرى في حفر الباطن بهدف إدخال السرور على بقية الأهل. وقرر الظفيري الحضور إلى المملكة في شهر رمضان في إجازة قصيرة يترك خلالها المولود الجديد عند الأهل نظرا لصعوبة التوفيق بين الدراسة وتربية الأطفال خصوصا الرضع، ولندرة المؤسسات المعنية برعاية الأطفال في أوتاوا، وهو الأمر نفسه الذي يعانيه غالبية المبتعثين من العائلات.