أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان أن التراث العمراني يمثل قضية وطنية ومسارا اقتصاديا مهما، وأن تفاعل المجتمعات المحلية سيسهم في إعادة بناء هذا القطاع الحيوي المهم، مبينا أن هناك الكثير من مواقع التراث العمراني التي نريد أن نحولها إلى تراث معاش، وتحتوي على وثائق تاريخية ومعلومات ثقافية حية. وأوضح الأمير سلطان لدى ترؤسه الاجتماع الأول للجنة التوجيهية لمركز التراث العمراني الوطني أمس بمقر الهيئة بالرياض، أن المركز سيعمل على المحافظة على التراث العمراني في مناطق المملكة كافة، وتطويره واستثماره بما لا يفقده أصالته وتأثيره في بناء شخصية المدينة السعودية في الحاضر والمستقبل، وتعزيز الهوية الوطنية بشكل عام من خلال التأكيد على أن التراث العمراني حي يعيش بيننا ويشكل جزءا من حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والجمالية وحتى التقنية المعاصرة والمستقبلية. وقال: لدينا مسارات مختلفة نعمل عليها ومن ضمنها مسار القرى التراثية، ونعمل أيضا على توطين التراث العمراني ليكون جزءا من الحياة لا جزءا من الذكريات، مشيرا إلى أن مواقع التراث العمراني بحاجة إلى مواطنين يعملون على تطويرها والإشراف والمحافظة عليها. وأشار إلى أن الهيئة تسعى من خلال هذا المركز الذي تأسس بموافقة من مجلس إدارتها في اجتماعه الأخير إلى المحافظة على التراث العمراني ودراسته وتقديمه للعالم بشكل علمي رصين يبين الإمكانات الكامنة في هذا التراث، وكيف يمكن أن نستفيد منها؟ ويؤكد على حالة ثقافية مهمة وهي "كيف نعيش التاريخ" بحيث يكون التراث العمراني جزءا من حياتنا المعاشة من خلال إعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية لمواقع التراث. وكان مجلس إدارة الهيئة قد وافق في اجتماعه الأخير في 19 يونيو الماضي على إنشاء مركز التراث العمراني الوطني بهدف تركيز مبادرات ومسارات التراث العمراني في الهيئة وجمعها تحت مظلة واحدة، وتسريع العمل في مختلف مشاريع تأهيل التراث العمراني.