مع انطلاقة المونديال غدا زادت الأحاديث بين الأسر في المنازل والفتيات في مجالسهن حول كأس العالم. ويبدو الإحباط سمة للبطولة المونديالية المقبلة لإقصاء المنتخب السعودي من التصفيات وعجزه عن التأهل للمرة الخامسة، لكن ذلك لم يوقف التحدث عن المونديال، فما زال الأمر يحظى باهتمام منقطع النظير. وبعيداً عن الميول المحلية لأفراد الأسرة الواحدة، جاء المونديال ليقسم الجميع ويوزعهم في تشكيلات جديدة ستجعل من متابعة المونديال عبر شاشات التلفزيونات سواء في البيوت أو المقاهي المغلقة أو المفتوحة ميداناً لصراعات جديدة تؤجج الانتصارات هنا والهزائم هناك من لهيبها، وربما توصل ضجيجها حدوداً غير مألوفة. وتبدو لمى متحمسة لتشجيع الفريق الإيطالي الذي بدأت تشجيعه منذ المونديال السابق الذي أحرز فيه الكأس، حيث تشعر ببعض الولاء تجاه هذا المنتخب الذي يتمتع على حد قولها بلاعبين على مستوى عال من الوسامة. وتجزم لمى أن معظم صديقاتها يملن إلى مناصرة المنتخب الإيطالي من أجل أناقة وجاذبية لاعبيه وهذا ما يثير غيرة إخوتهن الرجال، وتقول "نحن الفتيات قررنا أن نلتقي ببعضنا في الكوفي شوبز بعيداً عن الاحتكاك مع الأشقاء، كما أن مؤشر الحماس يكون مرتفعاً، فمشاهدة المباريات على شكل جماعات يعطي للوقت طعماً." وعلى العكس لا تبدو رؤى ميالة لكرة القدم، لكن الضجيج الذي يسببه إخوتها الذكور في التعصب لمنتخب البرازيل، جعلها تميل لتشجيع كل المنتخبات التي تواجهه، وهي تقول "ليس للبرازيل سوى الاستعراض أما اللعب برجولة فهو ماركة مسجلة للألمان". وتؤكد رؤى أنها تتمنى ألا يتصادف وجودها في المنزل مع مباريات المنتخب البرازيلي لأن أشقاءها الذكور يحدثون كثيراً من الإزعاج في البيت خلال هذه المباريات، ناهيك عن بعثرة المأكولات والمشروبات وقت المباراة. من جانبها تخرجت ريما من إحدى الجامعات البريطانية فأحست أنه لا بد وأن تشجع المنتخب الإنجليزي، فهي تحب هذا البلد وشعبه قريب إلى قلبها، بينما تخرج أخوها من الولاياتالمتحدةالأمريكية ما جعله يميل إلى فرق أمريكا اللاتينية حيث يتطلع إلى تأهل الأرجنتين والبرازيل إلى نهائي الكأس. تقول ريما إنها كانت دائماً ما تخرج إلى الأسواق مع أسرتها، لكنها تخشى ألا يستمر هذا المنوال في عطلة نهاية الأسبوع لأن أخويها لن يتفرغا لها أثناء البطولة. وتحمل الزوجات منذ الآن هم البطولة، فأزواجهن يتابعونها بشغف، ولا يتفرغون للأسرة كما كانوا من قبل. وتقول فاطمة إن زوجها يستعجل في إتمام المشاوير أثناء أيام المباريات، ويتجاهلها تماماً خلال المباريات، كما أنها تكره أن ينهزم فريقه المفضل الأرجنتين أو أن يغادر البطولة لأن مزاجه (يتعكر)، كما أنها تفتقده وكذلك أولادها لأنهم يفضلون ترك البيت ومتابعة المباريات في المقاهي. أما خلود فيسعدها فوز البرازيل لأن زوجها لا يتوانى عن إهدائها أو إعطائها أي مبلغ تريده بعد الفوز كما حدث بعد أن فاز الاتحاد بكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال "عندها فتحت محفظته وأخذت ما فيها من نقود أمام عينيه وبرضاه التام". وتقول خلود "سأشجع البرازيل حتى تفوز بجميع مبارياتها وتحرز كأس العالم فهديته حينها ستكون كبيرة بأهمية هذه الكأس". أما سلمى فترى في مباريات البطولة مناسبة لاجتماع الأسرة بكامل أفرادها خصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع، وتقول "يكون الجميع متحمسين، وعلى الرغم من أن بعضنا لا يميل للتشجيع إلا أن حرصنا على لم الشمل دفعنا للمشاركة في التعليق عن اللعب والحماس عند تسجيل الأهداف، على الرغم من أننا نهرب أحياناً في أحاديث جانبية نسائية".