ازدحم طريق السودة أول من أمس بأعداد كبيرة من السياح، الذين بدأت طلائعهم تصل إلى منطقة عسير مع نهاية الاختبارات الأسبوع الماضي، لتتوقف مواكب الأسر على جنبات الطريق؛ للاستمتاع بالأجواء الملبدة بالغيوم وأكوام "البرد" الذي غطى الجبال برداء أبيض. ورصدت "الوطن" أعدادا كبيرة من السيارات اكتفت بالوقوف على جنبات طريق السودة لمشاهدة الأمطار والاستمتاع بالثلوج المتساقطة. وفي هذا الصدد، قال عبدالرحمن الفلاج من دولة الكويت: هطلت الأمطار وأنا وعائلتي على الطريق السياحي لنجد في أقل من ثلث ساعة الثلوج وقد غطت المكان، مما اضطرني للوقوف تلبية لرغبة أطفالي، ليستمتعوا بالبرد الذي لم تسبق لهم مشاهدته على الطبيعة في حياتهم، حيث فضلوا النزول من السيارة وتعبئة بعض الأكياس الصغيرة مع أني كنت أخشى عليهم من برودة الثلج. وأضاف: لقد جمعت السودة أساسيات السياحة الطبيعية "أرض خضراء وسحابة ممطرة وثلج أبيض"، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من الأسر الكويتية من الحي الذي يسكنه متفقة جميعا على قضاء إجازة الصيف في منطقة عسير. فيما يرى عبداللطيف الحسن من دولة الإمارات العربية المتحدة أن زيارته لمنطقة عسير ليست من أجل الإقامة في فندق خمس نجوم أو ركوب التلفريك فجميع هذه الخدمات ووسائل الترفيه متوفرة في مناطق عديدة، إلا أن الأجواء التي تتمتع بها عسير هي السبب الرئيسي لهذه الزيارات السنوية، وذلك لطبيعتها الخلابة واعتدال الأجواء بها وتعامل أهلها. وقال: إنني أسكن في الأرياف والقرى، فمنزل في السودة محاط بكثافة الأشجار والجبال الخضراء والأمطار المنهمرة بين الفينة والأخرى، يجعلك في سياحة دائمة. وأضاف: هربنا من قيظ الصيف، لنجد هنا برودة تتيح للسائح قضاء وقت ممتع في ربوع عسير. أحد المصطافين من القصيم، أوضح أنه قام بشراء أرض وبناء منزل في السودة تحقيقا لرغبة أسرته. وأضاف: أنني استمتع بالفترة التي أقضيها في منطقة عسير ولو لم يكن لدي ارتباطات لقررت البقاء في مرتفعات السودة، فهي تمر بفصول أربعة الواحد أجمل من الآخر. وأشار إلى أن الناس هنا يعيشون في هدوء تام وراحة دائمة يحسدون عليها. من جهته، بين الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير المقدم محمد عبدالرحيم أن دوريات الدفاع المدني تعمل على مدار الساعة لخدمة السياح في كل المتنزهات بالمنطقة، داعيا السياح إلى ضرورة البقاء في المنازل أثناء هطول الأمطار، وتجنب المرتفعات والجبال والأودية، وعدم استخدام وسائل الاتصال أثناء هطول الأمطار لما قد يصاحب ذلك من مخاطر.