اعتبر الرئيس الأفغاني حامد قرضاي أن الإرهاب "يمتد ويهدد أكثر من أي وقت مضى أفغانستان ومنطقتها". وقال أمس في كلمة ألقاها في مؤتمر دولي حول الإرهاب بمشاركة عدد من رؤساء الدول في طهران: "لسوء الحظ بالرغم من كل المكتسبات في ميادين التعليم وإعادة إعمار البنى التحتية لم تتوصل أفغانستان بعد إلى تحقيق السلام والأمن، وعلى جميع دول المنطقة أن تحارب الإرهاب الذي بلغ من القوة بحيث لم تعد أي دولة في منأى عنه". وبينما كان قرضاي يلقي خطابه ويحذر من مخاطر الإرهاب حدث هجوم انتحاري جديد بسيارة أوقع 60 قتيلاً و120 مصاباً على الأقل في ولاية لوجار جنوبكابول. واستهدف الهجوم مستشفى مدنياً. وقال المتحدث باسم حاكم الولاية دين محمد درويش إن معظم ضحايا الاعتداء هم من المرضى وأقربائهم ومن الزوار وطاقم المستشفى، وإن الهجوم أسفر عن تدمير المستشفى بالكامل وكذلك مبنى حكومي آخر قريب، بينما ألحق أضراراً جسيمة بالمباني القريبة من المكان. ويأتي خطاب كرزاي في وقت أعلنت فيه الولاياتالمتحدة عن سحب ثلث قواتها العسكرية في أفغانستان بحلول عام 2012، وأصبحت الاعتداءات الإرهابية شبه يومية في هذا البلد رغم مضي عشر سنوات من الوجود العسكري الغربي الذي أطاح بحكومة طالبان من الحكم بعد اعتداءات سبتمبر 2001. من جانبها ندَّدت حركة طالبان الأفغانية على لسان الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد بالهجوم بشدة ونفثي تورط الحركة بضلوعها في الحادثة. وأوضح مجاهد أن الحادث لم يكن هجوما انتحارياً وإنما نتج عن متفجرات كانت قد خبئت داخل المستشفى، مؤكداً أن مقاتلي حركته لا يهاجمون المستشفيات، ومتعهداً في الوقت ذاته بالعمل على ملاحقة المتورطين وكشفهم. من جهة أخرى جدَّد الناطق باسم القوات الأطلسية في أفغانستان الجنرال الألماني جوزيف بلاتس تأكيده أمس على أن القوات الأجنبية ستبقى لسنوات بأفغانستان حتى بعد تسليم مسؤولية الأمن للأفغان عام 2014 بهدف "إرشاد وتدريب قوات الأمن الأفغانية"، مشيراً إلى أن بناء قوات طيران أفغانية جديدة من الممكن أن يستمر حتى عام 2016. وفي باكستان، قتل ما لا يقل عن 18 مسلحا أمس في قتال بين جماعتين متنافستين في حركة طالبان بالمنطقة القبلية في باكستان المتاخمة للحدود الأفغانية. ووقع القتال في منطقة أوراكزاي، حيث لم تفلح عملية لقوات الأمن الباكستانية استغرقت عدة أشهر في القضاء على المسلحين الإسلاميين. وقال المسؤول الحكومي المحلي محبوب خان إن المجموعتين من "تحريك طالبان باكستان"، وهي منظمة كبرى تضم أكثر من 12 فصيلا، بينهم عداء طويل بسبب قضايا مختلفة. ويعتقد أن أوراكزاي هي معقل لطالبان باكستان وتنظيم القاعدة. وشن آلاف من القوات الباكستانية عملية كبرى في المنطقة أسفرت عن مقتل مئات المسلحين، لكن المتمردين لا يزالون يسيطرون على بعض المناطق الجبلية.