جدد العقيد الليبي معمر القذافي عزمه على مواصلة القتال حتى الموت، منددا بغارات الحلف الأطلسي "التي أدت إلى مقتل مدنيين وأثارت انقسامات داخل الحلف الأطلسي". ويبدو أن النزاع يزداد تعقيدا بعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الثورة التي تحولت إلى نزاع مسلح، إذ يرفض القذافي التنحي عن الحكم رغم العزلة والعقوبات الدولية والتدخل العسكري الدولي، في حين لم تحدث المواجهات العسكرية بين الثوار والقوات الموالية له أي تغيير على الأرض. وقال القذافي في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي ليل أول من أمس "إننا مسنودون على الحائط ولسنا خائفين والمعركة ضد الغرب الصليبي ستستمر إلى يوم القيامة". وجاء كلام القذافي ردا على غارة للأطلسي استهدفت الاثنين الماضي بحسب النظام منزل الخويلدي الحميدي الرجل السياسي البارز ومن الرفاق القدامى للقذافي، مما أدى إلى مقتل 15 شخصا بينهم أطفال في صرمان على بعد 70 كلم غرب طرابلس. وقال القذافي موجها إشادة إلى رفيقه ومخاطبا الغرب "ليس بيننا أي تفاهم بعدما قتلتم أبناءنا وأحفادنا، إننا مسنودون على الحائط. وأنتم تستطيعون أن ترجعوا إلى الوراء". وأضاف "نحن باقون وصامدون ولن نستسلم. اضربوا بصواريخكم سنتين، ثلاث أو عشر أو مئة سنة". ودعا القذافي الأممالمتحدة إلى إرسال محققين إلى منزل الحميدي الذي طاله القصف للتحقق مما إذا كان موقعا عسكريا أو مدنيا، منتقدا الحلف الأطلسي وسائلا "بأي حق تستهدفون السياسيين وعائلاتهم؟". إلى ذلك أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن أن الحلف "سيواصل" عملياته في ليبيا تفاديا لسقوط "مزيد من المدنيين"، وذلك رغم أن روما طلبت تعليقها "فورا". وأكد راسموسن أن "الحلف سيواصل مهمته لأنه إذا ما توقفنا، يمكن أن يسقط عدد كبير من الضحايا المدنيين". وأضاف "في الأيام الأخيرة، قيل إن تحركات الأطلسي أدت إلى خسائر في صفوف المدنيين.. أعرب عن أسفي الشديد لأي خسارة بشرية في هذا النزاع". وقال راسموسن أيضا "لكن لا تنسوا أن نظام القذافي هو الذي تسبب في النزاع بإقدامه على التصدي لشعبه، وليس الأطلسي". وفي سياق متصل قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: إن مقاتلي المعارضة الليبية يحققون تقدما واضحا جدا على الأرض في ليبيا. وأضافت في مؤتمر بجامايكا أمس: أنه لا شك أن رجال القذافي أصبحوا "في مأزق". وفي لندن قالت هيئة الإذاعة البريطانية نقلا عن مصادر حكومية: إن تكلفة العمليات العسكرية البريطانية في ليبيا حتى الآن بلغت 250 مليون جنيه إسترليني (405 ملايين دولار). وأضافت: أن من المتوقع أن تعلن التفاصيل في بيان وزاري.