رغم اعتذار أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل عن الحضور لأسباب عملية, وتغيب نصف أعضاء المجلس البلدي لأمانة منطقة عسير عن مواجهة الحضور لإطلاعهم على إنجازاتهم التي حققوها طوال سنوات مضت, أصر رئيس المجلس الدكتور سعد العثمان والأعضاء تركي الفنيس وعبدالعزيز فؤاد ومحمد نملان وعامر الألمعي على حضور اللقاء الذي عقده المجلس مساء أول من أمس بمقر النادي الأدبي بأبها. وعلى غير العادة خلت مقاعد القاعة من الحضور, وسط تساؤلات عن غياب الأهالي في اللقاء الذي يعتبر الأخير للدورة الحالية, وحضور عدد قليل من المتابعين والمهتمين بالشأن البلدي. واعترف العثمان في بداية اللقاء بوجود عوائق حالت دون تحقيق المجلس لتطلعاته خلال السنوات الماضية وصفها بسنوات " الضياع"، مشيرا إلى أن المجلس لم يحقق المأمول منه إلا في الثلاثة الأشهر الأخيرة, بسبب عقبات حالت دون تحقيق التطلعات. وقال عضو المجلس محمد بن نملان إن الهدف من اللقاء هو تبادل الآراء ووضع التصورات اللازمة لمستقبل المجلس, مطالبا بأن يكون النقاش والنقد البناء هوالغاية. وتساءل المواطن حسن مخافة عن حقيقة تغييب المجلس في الأعوام الماضية, وتحديدا منذ إطلاق أول مجلس بلدي في المنطقة, وعدم قدرته على تحقيق الإنجازات إلا في 90 يوما، فيما استغرب المواطن حسين هبيش من أعضاء المجلس البلدي عدم وجود ردة فعل أو استقالات جماعية في ظل العقبات التي واجهتهم في بداية أعمال المجلس أسوة ببعض المجالس التي انتهجت الشفافية في الاعتذار. ودافع عضو المجلس البلدي عبدالعزيز فؤاد عن الاتهامات الموجهة للمجلس في فترته الماضية, وقال "نحن نودعكم ونتمنى أن يكون المجلس القادم هو الأفضل", مستشهدا بالعقبات والعراقيل التي صادفتهم طوال سنوات مضت, وعزم المجلس على الخروج من حالة اليأس والإحباط التي مر بها ليحقق آمال وتطلعات المواطنين. وعاد رئيس المجلس ليؤكد للحضور أنهم كانوا يعملون وفق لوائح وأنظمة, وتبين أن الخلل في الأشخاص وليس في الأنظمة، معتبرا تعيين المهندس إبراهيم الخليل أمينا لمنطقة عسير مكسبا للمنطقة بدلالة تعامله المثالي مع المجلس من جهة وبقية البلديات والأهالي من جهة أخرى. واعترف نائب رئيس المجلس تركي الفنيس خلال اللقاء بأن الفترة الماضية للمجلس شهدت صراعا وعدم الحسم للعديد من القضايا التي بقيت معلقة, مؤكدا أن الآلية السابقة لأمانة عسير كانت طاردة للاستثمار وتسببت في نتائج عكسية كبيرة من بينها هجرة الأهالي نحو المدن الكبرى. وجدد الدكتور محمد بن نملان تأكيده بأنه لا يمكن تنفيذ أي مشروع بلدي إلا بعلم المجلس البلدي، معتبرا تصرفات مسؤولين سابقين في أمانة عسير والذين كانوا يضعون المجلس أمام الأمر الواقع بالفردية. وشهد اللقاء مطالبة الحضور لأعضاء المجلس بمنح القادمين لأعمال المجلس البلدي في عسير المزيد من الخبرة العملية وتزويدهم بكل المعلومات التي تسهل من مهامهم. وتركزت أغلب المداخلات على ما قدمه المجلس خلال الفترة الماضية ومركزية العمل في أمانة عسير في وقت مضى، وطرح عدد من التساؤلات حول مستقبل المجلس وما سيقدمه في فترته القادمة. واعترف العثمان بتقصيره مع فئة الشباب وفئة المعاقين، وعدم تنفيذ الأوامرالمتعلقة بمنح الأراضي السكنية للفئات التي تخصها لأسباب من أهمها عدم وجود مخططات حيث ما زالت الأمانة والبلديات تحاول استكمال المنح للأوامر الصادرة في أعوام ماضية, معربا عن تقديره لوسائل الإعلام على تفاعلها الدائم مع أعمال المجلس.