أكد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز عقب رعايته لحفل تخريج الدفعة الأولى من برنامج أساسيات سوق العمل لشباب وشابات منطقة رابغ أمس أنه "ليس هناك أجمل من هدية تقدم اليوم لقائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أفضل وأجمل من هذه العقول النيرة الواعية وهذه السواعد العاملة العظيمة التي تتكرم اليوم وتتخرج وسوف تساهم في التنمية التي يرعاها ويقودها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، وأن هذه البرامج والمشاريع والخطط والاستراتيجيات التي تنفذ تؤتي ثمارها يوما بعد يوم . " وأضاف أمير مكة عقب انتهاء جولته التفقدية للمشاريع التنموية بمحافظة رابغ أمس " نحن هنا في أحد معاقل الحضارة ومعاقل الرجال والنساء في هذه المدينة الاقتصادية التي تحمل اسم رائد النهضة والملك الشجاع بآرائه ومبادراته التي سيكون لها في المستقبل القريب تأثير كبير على مستوى التعليم والتدريب والإدارة والحضارة ، ليس فقط في منطقة مكةالمكرمة وإنما في المملكة العربية السعودية ، وربما ينعكس ذلك على المنطقة العربية بأكملها ". وقال أمير مكة مخاطبا الحاضرين : " إن مثل هذه المدينة الاقتصادية هي صورة مشرفة للعقول والسواعد والمشاريع السعودية ، ولقد وصفت هذا المشروع بأنه صدمة حضارية إيجابية وهي تبرهن نفسها بعد أن زالت آثار الصدمة الأولى التي لم يتوقعها الإنسان، بأن تقام مثل هذه المشاريع في هذه الأماكن بهذه الجرأة والثقة في النفس ، ونحن نحتاج إلى هذه الجرأة ونحتاج إلى الثقة في النفس حتى نصل إلى العالم الأول وسنصل باذن الله بقيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز و النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز ". مشروعات ب 500 مليون وكهرباء ل 19 مصنعا وكان أمير مكةالمكرمة قد عقد اجتماعا بأعضاء مجلس محلي المحافظة , و دشن مشروعين : الأول فرع جامعة الملك عبد العزيز برابغ بقيمة 500 مليون ريال، إضافة إلى مشروع إيصال خدمات الكهرباء ل 19 مصنعا وعدد من القرى . وأكد لأعضاء المجلس المحلي أن البنية التحتية في رابغ تجعلها مهيأة لتصل إلى العالم الأول بطريقة سريعة ، مطالبا كل مسؤول بمراقبة الله في أعماله والحرص على الوطن ، مشيرا إلى أن ما يبنى اليوم هو لمستقبل الأبناء . كما استمع الأمير خالد الفيصل لعرض من قبل المجلس المحلي للمشاريع المنجزة والجاري تنفيذها ، وأكد العرض أن المشاريع المتعثرة في العام الماضي قد بدأ العمل بها وانتهى تعثرها . حفل تخريج 250 طالبا وطالبة ثم انتقل أمير مكة من مقر المحافظة إلى مقر مدينة الملك عبد الله الاقتصادية حيث رعى حفل تخريج الدفعة الأولى من برنامج أساسيات سوق العمل لشباب وشابات منطقة رابغ والبالغ عددهم 250 طالبا وطالبة أنهوا مرحلة التدريب في البرنامج . و استمع أمير مكة لكلمة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ، ألقاها العضو المنتدب والرئيس التنفيذي فهد بن عبد المحسن الرشيد , تلاها كلمة كلية إدارة الأعمال ألقاها رئيس مجلس الإدارة الدكتور عبد الله بن صادق دحلان, ومن ثم قامت الطالبة دلال البلادي بإلقاء كلمة خريجي البرنامج ، ومن ثم تم الإعلان عن أسماء خريجي وخريجات البرنامج من أبناء منطقة رابغ ،حيث آثر أمير مكة الاحتفاء بكل سرور وبهجة بالتصفيق لكل طالب من الطلاب ال 250 كلا على حده بعد تلاوة اسمه , ومن ثم تمت دعوة ممثل وممثلة الطلاب للتشرف بالسلام على أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل . ثلاث زيارات تكشف حقيقة المنجز واختتم الأمير خالد الفيصل رعاية الحفل بكلمة للخريجين قال فيها : "الشباب هم عماد المستقبل وعندما تشرفت بزيارة محافظة رابغ قبل سنتين طلبت من أخي عمرو الدباغ أن يحضر الاجتماع الذي ضمني بالمجلس المحلي وأعيان رابغ ، وفي ذلك اليوم تحدثت معه لأول مرة عن مستقبل هذه المحافظة , واستمعت منهم لأرائهم وطلباتهم وملاحظاتهم وآمالهم , وطلبت من أخي الدباغ أن يكون لمدينة الملك عبدا لله الاقتصادية مدينة المستقبل برنامج مستقبلي لشباب هذه المحافظة وأن تساهم هذه المدينة في النمو و التطوير والتنمية في المنطقة فبادرني جزاه الله خيرا بهذا البرنامج . وفي زيارتي الثانية بدأ البرنامج , وها أنا اليوم في الزيارة الثالثة أقطف ثمار هذا البرنامج معكم جميعا . وكما تعلمون أن أي مهنة و مستقبل يعتمد اعتمادا كليا على التعليم ، فبالعلم ثم العلم ثم العلم تنهض الأمم ، حيث لا نهضة ولا تقدم بلا علم ". وأضاف " ومن أساليب التعليم المطلوبة في الدول النامية برامج التدريب والتأهيل , ونحن أحوج ما نكون إلى هذه البرامج خلال هذه الفترة بالذات التي تطلق فيها إمارة المنطقة استراتيجية المنطقة للسنوات العشر القادمة والخطة العشرية ثم تعلن عن شعار هذه الإستراتيجية ، وهو نحو العالم الأول , ثم تركز على أحد أهم عناصر هذه الإستراتيجية والخطة ، ألا وهو بناء الإنسان وتنمية المكان ، فالإنسان هو العنصر الأهم ، والتعليم هو الأساس في بناء الإنسان ، نحن وإياكم في هذا العهد الزاهر وفي ظل هذه القيادة العظيمة قيادة المبادرات وقيادة التخطيط وقيادة التنفيذ وقيادة الإصرار على الانتقال من العالم الثالث إلى العالم الأول بقيادةالملك عبد الله بن عبد العزيز ". إمكانات الوصول للعالم الأول وخاطب أمير مكة الحضور بقوله "أرجو أن نهب جميعا ونضع أيدينا في أيدي القيادة وأن نرقى إلى مستوى طموحات القيادة لنتمكن من تحقيق الأهداف ، فالوصول إلى العالم الأول صعب ، ولكنه ليس مستحيلا ، ولقد وصلت بعض الدول التي كانت تعد قبل بضع سنوات من الدول النامية ولكن بفضل التخطيط السليم والعمل الدؤوب والإخلاص والثقة بالنفس وصلوا إلى ما كانوا يصبون إليه , ونحن لسنا أقل منهم ، فلدينا جميع الإمكانات ، وكلها متوفرة في هذه البلاد ولله الحمد ، أولها الدين الحنيف العظيم الذي يحثنا أولا على العلم , وثانيا على العمل , كما حث الدين على الإخلاص والثقة بالنفس وعلى التوكل على الله , ثم الإنجاز . والدين هو الدافع الأساسي ، لأن الإسلام دين التقدم ودين الرقي والحضارة وليس دين الجمود و لا دين التخاذل ، إنه دين العلم . ثانيا لدينا قيادة تسبقنا دائما في خطواتها المتتالية والشجاعة نحو الرقي والتقدم. وثالثا نحن ننعم بالاستقرار الأمني والاقتصادي. ورابعا منّ الله على هذه البلاد بالوفرة المالية الكبيرة للمشاريع المتتالية سنويا ، و لدينا الإمكانات الكبيرة ، فليس لنا العذر، لننتهز الفرصة لنسابق الزمن ونلحق بركب الحضارة وهذا بالإمكان ، وأملنا في الله ثم بعقولنا الشابة وخير استثمار لنا هو الاستثمار في عقول أبنائنا وبناتنا" . إلى ذلك قام أمير مكةالمكرمة بزيارة ميدانية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وقف خلالها على آخر الإنجازات , منهيا بذلك زيارته التفقدية لمحافظة رابغ ولمدينة الملك عبد الله الاقتصادية.