حقق المقاتلون الليبيون مكاسب عسكرية وسياسية جديدة تمثلت في المزيد من الاعترافات الدولية بالمجلس الانتقالي، وباحتلالهم المزيد من المواقع التي يسيطر عليها أتباع العقيد معمر القذافي. وهز انفجاران قويان وسط طرابلس التي لم تتعرض خلال الأيام الثلاثة الماضية لغارات حلف شمال الأطلسي، فيما سيطر الثوار على بلدة مهمة غرب ليبيا بعدما تعرضوا لخسائر فادحة في شرق البلاد. وأفاد شهود عيان أنهم رأوا عمودا من الدخان الأسود يرتفع من مكان غير محدد قريب من وسط طرابلس. ومن جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الليبية أن "مواقع مدنية في ضاحية الفرناج تعرضت لقصف العدوان الاستعماري الصليبي". واشتدت حدة المعارك بين قوات القذافي والثوار في الأيام الماضية على خط الجبهة بين اجدابيا والبريقة حيث قتل 21 مقاتلا من الثوار الاثنين الماضي. وقال أحد قادة الثوار "تعرض رجالنا لكمين. ادعى جنود القذافي الاستسلام ووصلوا حاملين علما أبيض ثم أطلقوا النار عليهم". وانتقل خط الجبهة في هذه المنطقة عشرة كيلومترات شرقا إلى بلدة زاوية الباقول، كما أفاد سكان. وفي غرب البلاد تمكن الثوار من السيطرة على بلدة الرياينة القريبة من مدينة الزنتان، بعدما دحروا قوات القذافي التي كانت تسيطر على قسم منها. وأفاد أطباء في مستشفى الرياينة أن اثنين من الثوار قتلا وجرح عشرة آخرون خلال المعارك التي دارت في البلدة. وفي موازاة ذلك حقق الثوار نجاحات دبلوماسية جديدة مع اعتراف كندا وبنما بالمجلس الوطني الانتقالي "ممثلا شرعيا للشعب الليبي" فيما أبدت تونس استعدادها لذلك. وأصبح حاليا عدد الدول التي اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي 15 دولة. بموازاة ذلك، حذر رئيس مجلس النواب الأميركي جون بوينر الرئيس باراك أوباما من مواصلة العملية العسكرية الأميركية في ليبيا من دون الحصول على موافقة الكونجرس على هذا الأمر. ووعد البيت الأبيض في وقت متأخر من ليل أول من أمس بالرد على منتقدي التدخل العسكري في ليبيا. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور في بيان "نحن في المراحل الأخيرة من إعداد توضيح مفصل موجه إلى مجلسي النواب والشيوخ يرد على الأسئلة العديدة المتعلقة بجهودنا المستمرة في ليبيا". إلى ذلك أكد المبعوث البريطاني الخاص إلى المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا جون جنكينز، "أن المجلس يحظى بالشرعية ويعمل من أجل الخروج من الأزمة في البلاد، والتوسع لضم كافة فئات الشعب الليبي وتمثيلهم في المجلس". واعتبر جنكينز في حوار بمقر السفارة البريطانية بالقاهرة "أن الاتهامات الموجهة للمجلس الانتقالي بأن ليس لديه خبرة سياسية ليست أمرا سيئا لأن الظروف السابقة في البلاد لم تساعدهم على تطوير خبرتهم". وقال "لكن بالرغم من هذا فقد حقق المجلس الكثير، ويحاول التعامل مع الموقف وسيحاول وضع رؤية لمستقبل بلاده في الفترة المقبلة". وأوضح "أن فكرة تقسيم ليبيا تعد أمرا غير وارد لأنه ليس هناك من يريد هذا التقسيم".