شن المرشحون الجمهوريون لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في 2012، في أول مناظرة علنية أول من أمس، حملة شعواء ضد الرئيس الديموقراطي باراك أوباما، اتهموه فيها بالفشل في إدارة شؤون البلاد لاسيما في مجال الاقتصاد وتوفير الوظائف لنحو 15 مليون أميركي يشكلون نسبة البطالة القياسية التي تعاني الولاياتالمتحدة منها الآن. وشارك في المناظرة كل من حاكم ماستشوستس الأسبق، ميت رومني، الذي يتصدر استطلاعات الرأي بين الجمهوريين وعضو مجلس النواب عن إحدى دوائر ولاية مينيسوتا ميشيل باكمان، وعضو المجلس عن إحدى دوائر تكساس رون بول، ورجل الأعمال هيرمان كين، ورئيس مجلس النواب الأسبق نيوت جنجريتش، وحاكم ولاية مينيسوتا الأسبق تيم باولنتي، وعضو مجلس الشيوخ السابق عن بنسلفانيا السيناتور ريك سانتروم. ولا تقتصر قائمة المرشحين الجمهوريين على هذه الأسماء إذ لا تزال الاحتمالات مفتوحة أمام آخرين قد تكون أبرزهم حاكمة ولاية ألاسكا السابقة سارة بيلين. واختار الجمهوريون ولاية نيوهامبشير لإجراء المناظرة لأسباب متباينة منها أنها ولاية حاسمة إذ إن من يفوز في التصفيات بها يظفر في العادة بترشيح حزبه. وخلال المناظرة أعلنت باكمان التي تنتمي إلى اليمين المحافظ داخل الحزب الجمهوري نيتها ترشيح نفسها وعزمها على إزاحة أوباما عن المقعد الأول في البلاد وقدمت دفاعا حارا عن حزب الشاي الذي لا يظهر في العادة إلا في مواسم الانتخابات. وتمكنت باكمان من خطف الأضواء من بقية المرشحين عدا ميت رومني الذي تتلخص مهمته في الحفاظ على صورته وعدم السماح لأي من المرشحين الآخرين بالنيل منه إذ إنه يتصدر الاستطلاعات بالفعل. وكانت تلك مهمة سهلة إذ إن المرشحين جعلوا من مهمتهم الأولى النيل من أوباما وليس من بعضهم بعضا. فضلا عن ذلك فقد تمكن حاكم ماستشوستس الأسبق من أن يحرز بعض الأهداف في مرمى أوباما حين قدم مداخلة مبسطة عن أسباب التعثر الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد ووضع سياسات أوباما في صدارة تلك الأسباب. ولم تشكل المناظرة أية علامة فارقة في مسار الحملة الانتخابية الرئاسية التي بدأت بصورة رسمية للتو إذ إن المناخ الذي سادها اتسم بالودية الشديدة وتبادل المجاملات بين المرشحين الجمهوريين مما يكشف عن وحدة الصف الجمهوري في مواجهة أوباما. ويمكن اعتبار نتيجتها النهائية لصالح رومني تتبعه مباشرة باكمان ثم باولنتي الذي قدم بدوره مداخلة موفقة عن معاناة العائلات الأميركية في فترة رئاسة أوباما بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعانيها الولاياتالمتحدة الآن.