خلال سنوات قليلة انتقلت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من مرحلة "الحلم" والبحث والدراسة، إلى مرحلة "الحقيقة" والتنفيذ والإنتاج، ليس ذلك فقط وإنما تستعد الآن إلى تصدير التقنية التي صنعها سعوديون، من ذوي الشعر الأسود والعيون السوداء، ومن يرتدون الشماغ والثوب. كلمات بسيطة أطلقها رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، الدكتور محمد السويل في حواره مع "الوطن"، لخص من خلالها منجزات المدينة وأهدافها، كاشفا عن إدراكه العميق لطبيعة المرحلة التي تعيشها المملكة، وحلم مواطنيها بتصنيع التكنولوجيا بدلا عن الاعتماد الكلي على استيرادها. بدأ الحوار بمكاشفة حول أسباب ضعف التواصل المجتمعي لمدينة العلوم والتقنية، وندرة تواجدها على الساحة الإعلامية، وامتد ليكشف عن منجزاتها، وانتهى إلى التأكيد على مواصلة الجهود للمشاركة في عمليات التنمية الواسعة بالمملكة. قال الدكتور السويل: إن قلة تواصل المدينة مع بيئتها الخارجية يرجع إلى عدم وجود توجه إعلامي لديها وقد جرت معالجته مؤخرا. وأعلن عن تحول المملكة من مستورد للتقنية إلى مصدر لها، وإنشاء معهد للتقنية العالية، ورفع المحتوى العربي على الإنترنت 5 أضعاف، وكشف عن مدونة البليون كلمة. وبيّن أن هياكل الأقمار الفضائية التي أطلقت المدينة أولها عام 2002، صُنعت في إحدى ورش المدينة الصناعية "وسط الرياض"، وقال "أطلقنا 12 قمرا صناعيا، صممتها وصنعتها "المدينة" بالكامل، محليا، وعندما بدأنا أولى مراحل التصنيع بالمدينة قبل أكثر من 8 أعوام، كانت عملية القص تحتاج إلى أن يكون مقاس القمر دقيقا جدا لكي يستقر على القاعدة الموجودة في الصاروخ الذي أطلق من كازاخستان، ويستوعب من 6 إلى7 أقمار، وبعد أن أعطونا متطلباتهم ذهبنا إلى صناعية الرياض، وقلنا لهم نريد منكم القيام بعملية القص، فأخبرونا بعدم استطاعتهم، حيث يتطلب ذلك آلات دقيقة، فجلبنا لهم الآلات، وتمت عملية القص". وأضاف: عندما وضعنا القمر على قاعدة الصاروخ للإطلاق، ومعنا أقمار بريطانية، وإيطالية وماليزية، كان القمر السعودي هو الوحيد الذي ركب من أول مرة، في حين احتاج الآخرون إلى عدة عمليات حتى يتم ذلك، ولم يكن تميزنا في التصنيع فقط، بل في دقته وصناعة الهيكل. وبيّن أن مجالات الأقمار الصناعية التي أطلقتها المدينة تتركز في الاتصالات والمراقبة بالصور والفيديو، وتستفيد منها المملكة بشكل كبير، وآخر استخداماتها كانت في كارثة سيول جدة، مشيرا إلى أن عام 2013 سيشهد تدشين أول محطة لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية في الخفجي. وإلى نص الحوار: