فيما تراجع بعض المتهمين الستة عن اعترافاتهم المصدقة شرعاً أمام المحكمة الجزائية المتخصصة أمس، أجمعوا على "حسن نواياهم"، نافين علمهم بالفكر التكفيري لبعض منفذي جريمة ينبع الإرهابية، مؤكدين تبرؤهم من هذا الفكر، بل إن أحدهم برر حيازته كميات كبيرة من الأسلحة بأنها بهدف التجارة لمواجهة البطالة. وفيما يلي مقتطفات مما ذكره المتهمون: المتهم الأول - تراجع عن بعض اعترافاته المصدقة شرعاً حسب ما ورد في لائحة الدعوى العامة، ونفى اعتناقه للمنهج التكفيري أو اقتنائه أي كتب أو مذكرات تكفر ولاة الأمر والعلماء. - نفى علمه بأن أحد منفذي الجريمة كان مطلوباً أمنياً أو في قائمة المطلوبين، كما نفى تمكينه أحد منفذي الجريمة من استخدام سيارته. - نفى اشتراكه في الخلية الإرهابية أو دعمها أو قيامه بالتخطيط أو التنسيق أو تشريك أجهزة التفجير أو تصنيع المواد المتفجرة أو توفير المواد المتفجرة والقنابل اليدوية أو جلب السلاح المستخدم في العملية الإرهابية، وكذلك تدربه على الأسلحة وطريقة تنفيذ العملية الإرهابية. - نفى قيامه بتفجير أكواع محشوة بمواد كيمائية شديدة الانفجار لتجربتها استعداداً للقيام بعملية إرهابية أو دعم الخلية الإرهابية بإحراق مواد تستخدم في صناعة المتفجرات لتضليل جهات التحقيق. - برر مشاركته بشراء مواد لتصنيع القنابل بأن ما قام به إنما تم بطلب من أحد منفذي الجريمة عند وجوده معه في سيارته؛ حيث طلب منه التوقف لشراء بعض مواد السباكة "أكواع وسدادات" وتحرير فاتورة باسمه. وقال إنه لو شك في سوء النوايا باستخدامها لما كتب فاتورة بها. - أوضح أنه بعد ذلك طلب منه التوقف عند إحدى الصيدليات؛ حيث اشترى منها 3 قوارير ماء أكسجين، وهي على حد علمه مادة مطهرة ومعقمة، ولا يعلم لها أي استخدامات أخرى. المتهم الثاني حضر بعد المتهم الأول ب 12 دقيقة، وأخذ يقرأ رده أمام القاضي لمدة تزيد على نصف ساعة، وأكد فيه عدم علمه بالعملية الإرهابية، وأنهم لم يتصورا حدوثها بهذا الحجم من أبنائهم الذين نفى ظهور علامات الانحراف الفكري عليهم، فضلاً عن تنفيذهم عملية إجرامية داخل المملكة. - نفى تهمة معاونته أو تواطؤه في تنفيذ العملية الإجرامية، وبرر تستره على مدبر العملية بضعف الحس الأمني لديه، ولما رآه من حسرة على وجه والديه الطاعنين في السن على فقد أخيه "مدبر الجريمة" وحياة التشرد التي كان يعيشها. - أشار إلى أن ذلك كان هو سبب زيارته لأخيه "مدبر الجريمة" خارج المملكة؛ حيث وجده بحال لا يرضاها المرء لعدوه مما دفعه لأن يطلب منه العودة إلى أحضان وطنه وأهله، موضحاً له أن حاله لا تليق به ولا بأولاده، وأن أخاه برر عدم عودته بخوفه من السجن لارتباطه بالمسعري والفقيه في بريطانيا، وأنه كان يفضل الفقر على السجن. وقال إن مشاعره بعد لقاء أخيه خارج المملكة دفعته لزيارته مرة أخرى. - أنكر تهمة تهريب مدبر الجريمة "أخيه" من جازان إلى مكة، كما أنكر أي دور له باستئجار شقة لأحد منفذي الجريمة. - اعترف بعلمه بأن أحد منفذي الجريمة كان مطلوباً، ولكنه عاونه لتصحيح وضعه من منطلق عاطفة الأخ لأخيه وشقيقه "مدبر الجريمة"، ولم يساوره أدنى شك في ذلك. - فسر قيامه بشراء كمية كبيرة من الأسلحة بالطمع في الكسب منها؛ حيث كان عاطلاً عن العمل في تلك الفترة فقرر الدخول في صفقة وذلك قبل الأعمال الإجرامية، واستلم منها "30" رشاش كلاشنكوف و "16" صندوق ذخيرة، على أن يقوم التاجر بإيصال باقي الكمية لاحقاً، وأنه طلب من "المتهم الرابع" مساعدته في نقلها بسيارته "الجيمس" إلى مكة، حيث باع منها لبعض منفذي الجريمة وآخرين، معللاً بأنهم جميعاً لم يحملوا أي أفكار منحرفة. - أنكر دعمه لمنفذي الجريمة بالأسلحة؛ حيث إنه لم يبع لمنفذي الجريمة سوى ثلاثة رشاشات كلاشنكوف في حالات متفرقة، بينما ما ضبط معهم يبلغ "19" رشاشاً منها رشاش ريتا ومسدسات بمقاسات مختلفة. - أنكر تمويله للإرهاب أو دعمه، وعن دفعه المال لتاجر الأسلحة أوضح أن ذلك كان قيمة الأسلحة التي اشتراها منه. المتهم الثالث استغرق 40 دقيقة في قراءة رده الذي تضمن ما يلي: - قال إن أحد منفذي الجريمة استغل صلة القرابة وفرط المحبة له دون علمه بتورطه في عمل إرهابي، مضيفاً أنه يبرأ إلى الله منه ومن أهدافه. - نفى الاتهام بمساعدة منفذي الجريمة في عملهم الذي وصفه بالإجرامي، وذكر أنه من أسرة بسيطة وليس من رجال عصابات أو أرباب الفكر الإرهابي. - تراجع عن اعترافاته المصدقة شرعاً والتي أشار إليها الإدعاء في لائحة الدعوى العامة. - نفى علمه بالطريقة التي قدم بها منفذو الجريمة إلى المملكة أو دخول زوجته، مبرراً ذلك بعدم اهتمامه بالأمر. - وصف ثلاثة من منفذي الجريمة بأنهم لم يكن لهم أي علاقة بالفكر الضال. - كرر تأكيده على عدم مشاركته في أي عمل إرهابي لا من قريب ولا من بعيد، وبأنه لم يدعم الإرهاب ولا الإرهابيين بأي نوع من أنواع الدعم إطلاقاً، وطالب بإطلاق سراحه فوراً وتعويضه عن كل ما أصابه من أضرار حسب قوله. المتهم الرابع - أكد ثقته واطمئنانه إلى أن صدقه سيحسب له وسيصب في مصلحته ويبرر له خطأه الوحيد في شراء السلاح وبيعه لمن يرغب، موضحاً أن ذلك لم يكن عن طريقة مباشرة بل بمساعدته لأخيه لتحسين أحواله المادية. - أشار إلى أنه ضحية عمل إرهابي لا ناقة له فيه ولا جمل، وأنه تم تحميله مسؤوليته، وكأنما تم بإيعاز منه أو بموافقته أو إقراره، وأكد عدم مشاركته في العمل الإرهابي. - أنكر مشاركته في الخلية أو تكليفه بأي دور أو عمل من قبل أحد منفذيها. ووصف اتهامه بذلك بالتهمة الباطلة، مؤكداً أن مدبر الجريمة لم يكن ليجرؤ على التباحث معه أو مصارحته بفكرته، وذلك لفارق السن بينهما ولكونه في سن أحد أبنائه. - وصف دوره في شراء السلاح بأنه محض صدفة بعد التشاور فيه مع أحد منفذي الجريمة في مجلس بسيط وعابر بحضور "المتهم الثاني" ، وذلك لغرض نبيل وهو التجارة والاستعداد للنوائب؛ خاصة بعد تزعزع الأمن عالمياً والتماس كثيرين فرصهم للحصول على الأسلحة بسبب التهديد السافر. - ذكر أنه سلم ما لديه من سلاح طواعية وبقناعته التامة ومن دون أي تمرد أو إنكار، وذلك تجاوباً مع صدور عفو ملكي. وبيّن أنه مع ظهور الأحداث الإرهابية في الوطن توقف أخوه "المتهم الثاني" عن البيع وقام هو باستبعادها عن متناول يده حتى لا يتم البيع أثناء ذلك. المتهم الخامس - طالب بالاطلاع على الأنظمة التي استند عليها الإدعاء في لائحة الدعوى. - رفض تهمة التستر على أحد منفذي الجريمة لعدم علمه المسبق بالعملية، واعترف بعلمه بوجود أحد منفذي الجريمة وزوجته، ولكنه توقع أنه سوف يصحح وضعه مع الدولة مثل كثير من الذين عادوا من مناطق الصراع، وأكد براءته لعدم علمه بالعملية الإرهابية أو اتصاله بها أو تبنيه للتكفير، موضحاً أنه لم يسمع هذه الكلمة إلا في جلسة المحكمة. - أشار إلى أنه سمع عن العمل الإرهابي في عمله وأنه لم يعلم عن منفذيه إلا بعد رجوعه إلى منزله ومشاهدة التلفاز؛ حيث رأى صورة أحد المشاركين مقتولاً فخارت قواه ثم تبينت له شخصيات باقي المنفذين، فاحتار في كيفية التصرف بزوجة أحد منفذيها وأولادها حتى قرر وضعها وأبناءها في شقته الخاصة إلى أن تهدأ الأوضاع، مبرراً وجودهم لديه بأنه جاء استجابة لطلب "المتهم الثالث" الذي ذكر له أنهم أمانة في عنقه حتى يتم تسوية وضع مدبر الجريمة بالسفر كالمعتاد أو البقاء، مؤكداً عدم علمه بأنه سوف يحدث عمل إجرامي في اليوم التالي. المتهم السادس -أشار إلى دفاعه شفاهة في جلسة المحاكمة الأولى وأنه بعد النظر والتدقيق في الدعوى رأى إكمال الرد خطياً وشفوياً. - أنكر اشتراكه مع الخلية باختلاطه مع منفذي حادثة ينبع الإرهابية، وإنما قام بزيارة أقاربه في ينبع وعلم بعودة مدبر الجريمة فالتقى به في مكان عام. - أنكر معرفته بكون مدبر الجريمة مطلوباً أمنياً. وقال إنه لم يظهر له ما يجعله يخفي أمره خاصة أن اسمه أو صورته لم تنشر في وسائل الإعلام ولم يظهر له من حاله أمر غريب. - نفى انتهاجه المنهج التكفيري. - نفى قيامه بنقض ما سبق أن تعهد به من طاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه.