قد تجد الزوجة نفسها مضطرة للبحث عن دليل قاطع يدعم شكوكها الدائمة بزوجها الذي يتأخر كثيرا عن المنزل، ويطيل التحدث في الجوال، ويهملها، فتلجأ للتقنية للتجسس على الزوج لتدعم شكوكها بالدليل الملموس من التسجيل الصوتي إلى الصورالفوتوغرافية، وصور الفيديو ، فلم يقتصر دور التقنية على الجوانب الإيجابية، حيث ظهر في الآونة الأخيرة العديد من أجهزة التصنت التي دخلت كل المجالات العامة والخاصة من بينها العلاقات الأسرية. ولفت عبد المجيد الغامدي وهو متزوج أن زوجته دائمة السؤال عن الكثير من الأمور المتعلقة به، وتفتيش جواله وجهاز الكمبيوتر الخاص به، حتى وصل بها هذا البحث لزراعة جهاز لاسلكي بالجيب الداخلي ثوبه وقامت بخياطة الجيب عليه ، بحيث لا يشعر به ، لكنه اكتشفه عند دخوله ذات يوم لإدارة حكومية يتوجب الدخول إليها التفتيش الإلكتروني، فرن الجهاز لينبيء بوجود جهاز في الجيب، وبعد بحث عرف أنه جهاز تنصت صوتي. يقول المستشار الأسري بالمجلس الاستشاري بدبي الدكتور خليفة المحرزي إن مسألة التجسس على الأزواج أضحت أمرا شائعا في الفترة الأخيرة، وهو سلوك مدمر للحياة الزوجية يؤدى إلى المزيد من حالات الطلاق والتفكك الأسرى. وعن أشكال هذا التجسس قال "من أشكاله التنصت على الموبايل أو التجسس على الكمبيوتر الشخصي، وهناك شريحة كبيرة من الناس سواء من الرجال أو النساء يقدمون بشراء الأجهزة التي تساعدهم على كشف الأمور الخاصة للطرف الآخر دون علمه، وخاصة الحديثة المتميزة بصغر الحجم، والتي يمكن وضعها في جهاز الهاتف، وتتم بواسطتها متابعة وسماع كافة المكالمات بواسطة الراديو على موجة "fm", كذلك هناك بعض الأجهزة صغيرة الحجم توضع على ال"دي بي" الخارجي للمنزل، حيث يتم توصيله بجهاز تسجيل داخلي، فيقوم بتسجيل جميع المكالمات الصادرة والمستقبلة بمجرد رفع سماعة الهاتف، بالإضافة إلى أجهزة التسجيل التي يتم إيصالها بجهاز الهاتف مباشرة، والتحكم في وقت التسجيل متى أراد الشخص". وعن الحالات التي مرت به قال الدكتورالمحرزي "تعاملت من خلال عملي كمستشار أسري مع أحد الأزواج جاء يطلق زوجته بسبب قيامها بزرع أجهزة المراقبة في ثيابه لكي تتصنت على المكالمات التليفونية ، علاوة على بعض النظارات التي كانت تتعمد أن تضعها في المقعد الخلفي دون معرفته، حيث يمكنها التسجيل والتقاط صور فوتوغرافية ، كما استعانت بكاميرا فيديو رقمية كانت تتركها مفتوحة لسهولة اكتشاف أي علاقات "غير شرعية" لزوجها. وقال الدكتور المحرزي "تنتشر بين الكثير من الزوجات شكوك الأزواج العاطفية نتيجة غياب عدد من القيم الإسلامية ولتأثير الأخريات على سلوكهن"، مبينا أن اللجوء للتصنت يرجع إلى انعدام قنوات الاتصال، والافتقار للحوار الزوجي وإلى غياب الثقة بين الزوجين. وأضاف أن ذلك قد ينتج عن وجود عقد تراكمية منذ الطفولة مثل الاضطراب في العلاقة مع الأم والخوف الدائم من فقدانها ، أو عدم الشعور بالأمان بسبب فقدانها ، ناهيك عن حالات كثيرة من النساء المصابات بالغيرة المرضية التي تدفعهن للتصنت على أزواجهن عوضا عن السلوك الصبياني، أو حالة من المراهقة يعيشها بعض الأزواج مع كبر السن ، كما أن سوء الاختيار يعد عاملاً أساسياً في نجاح الزواج من عدمه. وأشار إلى وجود أسباب أخرى بعضها يرجع إلى الناحية السلوكية أو الأخلاقية للزوج، فبعض الأزواج ربما كانت له علاقة قبل الزواج أو بعده، فيفقد الثقة في النساء ، وكذا يقال أيضاً في الزوجة، وقد تعود الأسباب لأمور نفسية مرضية، فقد يعاني الزوجان أو أحدهما من مرض نفسي يحدث الشك ، وهذا موجود كما قرر أطباء وعلماء النفس، وقد تكون الأسباب اجتماعية بأن يتدخل في حياة الزوجين بعض أفراد المجتمع سواء الأقارب أو الأصدقاء، ويبدأ بإثارة الشكوك حول أحد الزوجين، فيشك الطرف الآخر. ولفت الدكتور المحرزي إلى أن التنصت تصرف غير أخلاقي وغير قانوني، ويفضي في حالات عدة إلى خلافات لا تحمد عقباها، ويساعد على تنمية المشاعر السلبية تجاه الذات والزوج، وينتج عنه غياب السعادة الأسرية، وزيادة القلق والتوتر داخل المنزل، وكثرة الشجار بين الزوجين، وقد ينتهي هذا الشجار باستخدام العنف، وقد ينتهي الأمر بالطلاق. ولفت إلى أنه يمكن إعادة الثقة بين الزوجين متى عولجت أسباب الشك، إما عن طريق المصارحة بين الزوجين، أو عن طريق من يثقون بدينه ورجاحة عقله.