اضطرت إدارة مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة أول من أمس إلى تأجيل عدد من العمليات نتيجة انقطاع المياه عن كافة أقسام المستشفى في مشهد وصفه العاملون والمرضى المنومون بالمتكرر في كل عام، في الوقت الذي بررت إدارة المستشفى موقفها بأنه خارج عن الإرادة، وجاري العمل على إصلاح هذا الخلل بالتنسيق مع فرق طوارئ المديرية العامة للمياه. وعلمت "الوطن" أن إدارة المستشفى اضطرت إلى إغلاق أبواب دورات المياه بحجة عدم وجود الماء الأمر الذي استدعى المرضى إلى شراء المياه من المحلات التجارية إما للوضوء أو لقضاء الحاجة. كما علمت أن التطوير الذي يشهده المستشفى في الوقت الحالي يفتقد لنواحي السلامة البيئية وحماية المرضى والعاملين من انتشار العدوى نتيجة عدم وجود مياه للغسيل والتطهير والتعقيم. عدد من المرافقين للمرضى أبدوا تذمرهم من تكرار هذا الانقطاع من فترة إلى أخرى، حيث يقول هاني التميمي إلى "الوطن" إن المياه انقطعت عن غرف تنويم المستشفى منذ ساعات الصباح الباكر وحتى ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس. ووصف انقطاع المياه عن المستشفى بأنه تدني في مستوى الخدمات، وهي ليست المرة الأولى، بل أصبح أمراً طبيعياً للجميع، مشيراً إلى أنه طلب من الممرض تغيير ملابس والده الخاصة بالمريض وكان الرد أن الملابس القديمة لم تغسل بعد بسبب انقطاع الماء، ولا يخفى على الجميع أن مستشفى الملك فهد يخدم جميع المحافظات التابعة لمنطقة المدينةالمنورة . في الوقت الذي طالب كل من محمد الأحمدي وعبدالله الزهراني وماهر البلوشي من الشؤون الصحية بإعادة النظر في وضع المستشفى خاصة، ومستشفيات المنطقة عامة، التي تعاني من تدني مستوى الخدمات الصحية بها. وعبروا عن معاناتهم التي تمثلت في طول الانتظار وتسيب الموظفين وتدني مستوى النظافة والتعقيم وكثرة الأخطاء الطبية إضافة إلى تكرار مشهد انقطاع المياه عن المستشفى. أحد العاملين بالمستشفي - رفض ذكر اسمه - أكد ما يواجهونه من إحراجات مع المرضى والمرافقين وعدم قدرتهم على الرد عليهم سوى الانتظار، مضيفاً أن مشكلة انقطاع المياه ترتبت عليها أمور كثيرة، منها تأجيل العمليات وانتشار العدوى بين المرضى لتدني مستوى النظافة وانبعاث الروائح من أروقة دورات المياه. "الوطن " زارت المستشفى أول من أمس وشاهدت عدداً من المرافقين وأقارب المرضى وهم يحملون جالونات المياه إلى أقاربهم المنومين بالمستشفى للاغتسال والتنظف بها. كما شاهدت البعض من المرافقين والمنومين وهم يستخدمون الكمامات عقب انبعاث الروائح من أروقة دورات المياه، وأضطر البعض للخروج والوقوف أمام بوابات المستشفى ومسطحاته الخضراء خوفاً من تعرضهم للعدوى. من جهته، أكد مدير المستشفى الدكتور عبدالحميد شحاتة أن سبب انقطاع المياه عن المستشفى خارج عن إرادتهم نتيجة كسر في الخط الرئيسي لشبكة المياه المزودة للمستشفى، الأمر الذي أدى إلى تأجيل عدد محدود من العمليات. وقال إنه تم التنسيق مع فرق طوارئ المياه منذ لحظة الانقطاع حيث تم إصلاح الخلل ولكن سرعان ما عاود الإنكسار مرة أخرى. وأشار إلى أن جزءاً كبيراً من أقسام المستشفى عادت إليه المياه أمس، وجاري العمل على تأمين الجزء المتبقي، وتأسف إدارة المستشفى عن هذا الخلل الخارج عن الإرادة وسيتم إجراء حلول عاجلة لعدم تكرار مثل هذه المشكلة في القريب العاجل. يذكر أن المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة أعلنت قبل 4 سنوات أن تكلفة المشروعات الصحية في المنطقة مليارا ريال، تشمل تطوير أنظمة المياه والصرف الصحي بمستشفى الملك فهد و تطوير أنظمة التكييف، إضافة الى إنشاء مستودع طبي وإكمال بناء المختبر بمستشفى الملك فهد وإنشاء مركز القلب.