أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس، أن المؤمن حين يقف على مفترق طرق وحين تعرض عليه شتى المناهج لا تعتريه حيرة ولا يخالجه شك في أن منهج ربه الأعلى وطريقه هو سبيل النجاة وطريق السعادة في حياته الدنيا، مشيرا إلى أن القلب إذا لم يخلص للإيمان واليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك وهذا من ضنك المعيشة. وقال الشيخ الخياط، إنه إذا كانت هناك جفوة بين المؤمنين وربهم بالإعراض عن منهجه، فهنالك يقع الخلل ويكون الاضطراب المفضي إلى فساد وشر عظيم عانت من ويلاته الأمم من قبلنا فحل الخصام بينهم واشتعلت نار العداوة والبغضاء بعدما كانت المحبة والألفة تظلهم بظلالها وهذا الخلل يتجاوز فساده فيشمل الأرض والبيئة كلها "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"، ذلك أن الصلة وثيقة بين الكون وبين ما نأتي وما نذر من أعمال، فإن مشى الناس على سند قويم وطريق مستقيم بإدراك الغاية من خلق الإنسان وتحقيق العبودية لله رب العالمين والمسارعة إلى مرضاته والاستقامة على منهجه فإن الله يفيض عليهم من خزائن رحمته وينزل عليهم بركات من السماء ويفيض عليهم من خيرات الأرض. وفي المدينةالمنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، إن أعمال القلوب ثوابها أعظم الثواب وعقابها أعظم العقاب وأعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب ومبنية عليها، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه"، ومعنى استقامة القلب توحيده لله تبارك وتعالى وتعظيمه ومحبته وخوفه ورجاؤه ومحبة طاعته وبغض معصيته.