على مدى سنوات طويلة كانت ذكرى النكبة التي تشير إلى هزيمة عام 1948 والنكسة التي تشير إلى هزيمة عام 1967 تمران كغيرهما من الأيام، غير أنها ليست كذلك اليوم. فالفلسطينيون ومؤيدوهم يعدون لإحياء ذكرى النكسة من خلال حشد أكبر عدد من المشاركين عبر وسائل الاتصال الاجتماعية الإلكترونية، في حين يعد الاحتلال لصدهم عبر حشد جنوده على الحدود في الخامس من الشهر الجاري. وفي هذا الصدد قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني جانتس في جلسة للجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية "يوجد لاعب مركزي جديد في الشرق الأوسط وهو الشارع. الجيش الإسرائيلي استخلص الدروس من أحداث النكبة، وواضح لنا أنه في الأشهر القريبة المقبلة قد نجد أنفسنا أمام مظاهرات شعبية واسعة تحظى بصدى جماهيري". وأضاف "الجيش الإسرائيلي يستعد للمظاهرات في الضفة الغربية وفي قطاع غزة". ولكن التحركات الجماهيرية لا تقتصر على أحداث إحياء ذكرى النكبة والنكسة إذ ثمة استعدادات إسرائيلية أيضا لمجابهة "أسطول الحرية 2" المرتقب أن يبحر إلى غزة قريبا كما وأنه في شهر سبتمبر المقبل فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لإمكان اندلاع مواجهات جديدة. غير أن الاستعدادات الإسرائيلية لا تقف عند حد هذه المناسبات بل ثمة تهديدات لحماس وحزب الله. وقال جانتس "طيف التهديدات على إسرائيل إثر التغييرات في الشرق الأوسط اتسع جدا" وقال "التهديدات تتراوح بين السكين والنووي. من إحباط عملية فردية وحتى النووي الإيراني". على صعيد آخر، وعشية الذكرى السنوية ال44 لاحتلال إسرائيل القدسالشرقية، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بعدم تقسيم المدينة بعد الآن ومواصلة البناء والتطوير فيها"، في حين شدد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض على أن "القدس تاج الدولة وليعلم القاصي والداني أنها لن تكون إلا عاصمتها الأبدية". ومع حلول هذه الذكرى تدفق الآلاف من الإسرائيليين المتشددين إلى أنحاء المدينة في مسيرات استفزازية في إطار ما يطلقون عليه "مسيرة الأعلام التقليدية"، في حين أقدمت مجموعات من المستوطنين المتطرفين على اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك. غير أن التواجد العسكري الإسرائيلي المكثف وتحديدا في أنحاء القدس القديمة وبواباتها وعلى الخط الفاصل ما بين شطري المدينة الشرقي والغربي بقي ليذكر بأنه على الرغم من مرور هذه السنين الطويلة فإن المدينةالشرقية ما زالت مدينة محتلة. وتشير معطيات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي إلى أن عدد السكان الفلسطينيين في القدس يزداد ويبلغ الآن 273 ألفا أي ما يعادل 35% من العدد الكلي للسكان في القدس بشطريها الشرقي والغربي في مقابل نحو 220 ألفا في عام 2004 أي قرابة 31% من عدد السكان. على صعيد آخر، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الموجود في روما أمس: إنه مستعد لاستئناف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية إذا أعلنت عن قبولها حدود عام 1967. وأضاف بعد لقائه رئيس البرلمان الإيطالي "أن قبول الحكومة الإسرائيلية للمبدأ الذي حدده الرئيس أوباما بأن عملية السلام يجب أن تقود إلى حل دولتين على حدود عام 1967 يشكل مدخلا لاستئناف المفاوضات".