حذر الرئيس الأفغاني حامد قرضاي في مؤتمر صحفي في كابول أمس من أن القوات الأجنبية بقيادة حلف شمال الأطلسي المنتشرة بأفغانستان تحت شعار (مكافحة الإرهاب) قد تصبح قوات احتلال وضد إرادة الشعب طالما لا تكف عن تنفيذ الغارات الجوية ضد مساكن الأفغان. وقال قرضاي إن وجود هذه القوات سيتغير من حرب ضد الإرهاب إلى أنها قوة محتلة إذا استمر القصف الجوي على منازل الأفغانيين بعدما أعلنت الحكومة الأفغانية أنه محظور، مضيفا أنه وفي تلك الحالة فإن التاريخ الأفغاني يعتبر شاهداً على كيفية تعامل الأفغان مع قوى الاحتلال. وتأتي تصريحات قرضاي بعدما أصدر الأحد الماضي تحذيره الأخير للقوات الدولية إثر مقتل 14 مدنيا بينهم نساء وأطفال في منطقة "نوزاد بولاية هلمند بالجنوب الأفغاني وندد بها بشدة واعتبرها إخلالا بأصول وقوانين الحرب. وجدد قرضاي تأكيده على أن الحرب على الإرهاب يجب أن تتركز على مراكز ومخابئ الإرهابيين في باكستان بدلاً من استهداف قرى ومدن أفغانستان. إلى ذلك نظم المئات من طالبات الجامعات مسيرة سلمية في الحرم الجامعي في كابول احتجاجاً على مسلسل قتل المدنيين بنيران القوات الأجنبية ،وطالبن الحكومة الأفغانية بالعمل لوضع حد لاغتيال المسؤولين الأمنيين في البلاد. ورفعت المتظاهرات شعارات جاء فيها ،أن الحكومة تتصالح مع قاتلين لا يريدون الصلح والثبات في البلد واعتبرن أن قتل واستهداف المسؤولين العسكريين ليس أمراً عادياً. وأوضحن أن مشروع المصالحة الوطنية التي أطلقتها الحكومة الأفغانية مع المعارضة المسلحة، عملية لا فائدة منها لذا يجب إلغاؤها ، وأكدن أن المجلس العالي للسلام الذي شكله الرئيس قرضاي منذ حوالي عام لم يحقق أهدافه. ميدانياً، قتل ضابط وجندي أستراليان في حادثين منفصلين، كما أعلنت وزارة الدفاع الأسترالية أمس، مشيرة إلى أن الجندي وهو برتبة عريف أرداه جندي أفغاني بينما كان يتولى نوبة حراسة في وادي شورا (جنوب شرق البلاد). وأضافت أن الضابط وهو برتبة ليفتنانت قتل بعد ذلك بساعات في تحطم مروحية شينوك. في هذه الأثناء، تعرضت قاعدة كورية جنوبية تضم عمالاً لإعادة الإعمار لهجوم صاروخي أطلقه مجهولون خارج القاعدة بمدينة "تشاريكار" شمال كابول ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر أو إصابات. وفجر مسلحون من طالبان برجين للاتصالات المحمولة في مدينة غزني بوسط أفغانستان بذريعة أن القوات الدولية تتعقب تحركاتهم عبر هذه الأبراج وأنها من أهم وسائل التجسس على أنشطتهم. على صعيد آخر قصفت طائرات مقاتلة مخابئ مقاتلي طالبان في وكالة أوركزاي بمنطقة القبائل الباكستانية( فاتا) المتاخمة لأفغانستان مما أدى لمقتل 17 شخصا وتدمير 5 مخابئ. وأظهرت إحصائية حكومية، أن الأعمال الانتحارية والتفجيرات التي شهدها إقليم ( خيبر بختونخواه) أدت إلى مقتل 153 شخصا وإصابة 200 آخرين منذ مقتل أسامة بن لادن في الثاني من مايو الماضي.