تشير التوقعات الأرصادية، إلى أن صيف العام الجاري، في مجمله حار، ومن الممكن ارتفاع الحرارة في الظل إلى ما بين 50 و 52 درجة مئوية، في ظل التغيرات المناخية العالمية. كما يتوقع حدوث موجات من الحر لعدة أيام على بعض المناطق، غير أنها ستكون أقل حدة نسبيا من صيف العام الماضي. أكد ذلك ل"الوطن" الخبير المناخي الدكتور منصور المزروعي. وأشار إلى أن التوقعات الفصلية لدرجات الحرارة لهذا الصيف، ستشهد ارتفاعا ملحوظا لدرجات الحرارة عن معدلاتها الفصلية في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية، وأجزاء من الوسطى، بينما تكون درجات الحرارة حول معدلاتها خاصة على الأجزاء الغربية والشمالية والجنوبية الغربية من المملكة. وأوضح المزروعي الذي يعمل رئيسا لقسم الأرصاد ومشرفا على مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز، أن المملكة شهدت خلال العقود الثلاثة الأخيرة، درجات حرارة تعد الأعلى تاريخيا، مشيرا إلى أن العام الماضي 2010 شهد ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة على جميع مناطق المملكة، حيث كانت درجات الحرارة أعلى من المعدل العام بدرجتين أو ثلاث درجات مئوية، إضافة إلى أن شتاء عام 2010 يعتبر الأسخن تاريخيا. حيث وصلت فيه درجات الحرارة إلى قيم متطرفة جدا في بعض المناطق، حيث سجلت محافظة جدة 52 درجة مئوية في أواخر يونيو الماضي، وفي نهاية مايو أيضا لامست الخمسين. ويبين المزروعي أنه بمقارنة خرائط درجات الحرارة لمايو للعام الماضي، ومايو الجاري، وجد أن درجات الحرارة في الشهر الحالي، تعتبر نسبيا حول معدلاتها، ولم تشهد ارتفاعا ملحوظا مثل العام الماضي، ما عدا ارتفاعا نسبيا محدودا على أجزاء من الشرقية والجنوبية الشرقية من المملكة. وذكر المزروعي أن تحليل درجات الحرارة لشهري مارس وأبريل 2011 مقارنة بمارس وأبريل لعام 2010، يوضح أن درجات الحرارة في جميع المناطق كانت حول معدلاتها السنوية بل إن أجزاء متفرقة منها كانت دون المعدل بعكس ما حصل في 2010. وأرجع ذلك إلى أن المملكة ما زالت متأثرة بمرور موجات علوية باردة نسبيا (أخاديد جوية في طبقات الجو العليا) قادمة من البحر الأبيض المتوسط على شمال غرب المملكة تؤدي إلى تكوّن بعض السحب والتي قد تكون ممطرة ورياح شمالية غربية باردة نسبيا.