"أزمتان نوويتان" غيمت أمس على مداولات ومناقشات المنتدى البيئي الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثاني أمس، الأولى تخص الأضرار الجسيمة التي لحقت بمفاعل "فوكشيما" الياباني، جراء الزلزال الأعنف في تاريخها في مارس الماضي، والثانية "أزمة المفاعل النووي الإيراني"، إلا أن ذلك كله لن يمنع السعوديين عن بناء مفاعلهم النووي في بداية العام المقبل 2012. وكشف منسق التعاون العلمي لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية الدكتور عبدالغني مليباري، أنه تم الانتهاء من وضع مسودة رؤية سياسة الطاقة في المملكة ومزج الطاقة المتوازنة تمهيداً لرفعها للمجلس الأعلى لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والقابلة للتجديد الذي يرأسه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لإدخال التعديلات والموافقة عليها. وقال المليباري محاولاً التخفيف من حدة التخوفات البيئية من "التسريبات النووية"، إن المملكة تدرس ثلاثة خيارات للخروج بالنموذج المثالي، البعيد عن الأخطار النووية، ليضيف بعدها "لن تكون قراراتنا انطباعية بل ذات منهجية علمية تصل إلى حد العمق". وأضاف أن بناء "المفاعلات النووية ومزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح"، تنتظر فقط الموافقة من المجلس الأعلى للشروع في البناء، مؤكدا أن الرياض ستبدأ في عام 2012 استخدام الطاقة المتجددة عن طريق مشروعات مفتوحة للقطاع الخاص المسنود من الدولة بوجود مشروعات للطاقة المتجددة والطاقة النووية. وتشير معلومات "المنتدى" إلى أن استخدام النفط في المملكة سيزداد ليصل إلى 3.5 ملايين برميل أو ما يعادلها من أجل إنتاج التحلية والنقل وصناعة الطاقة، وستعمل المملكة على إدخال الطاقة المتجددة النظيفة من خلال خطة عشرينية تستمر من العام الجاري وحتى نهاية 2030. ولفت عدد من خبراء المنتدى أن ادخار النفط السعودي، سيستخدم لإدخال الطاقة المتجددة، الذي سيعمل على تخفيض ما يعادل 60% من تخفيضات انبعاثات الكربون، إضافة إلى إمكانية تصدير الطاقة إلى دول أخرى. ودعم نائب المدير العام رئيس قسم الطاقة النووية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية إلكسندر بايتشكوف توجه المملكة في مجال تطبيق الطاقة المتجددة، مضيفا أن الوكالة تعمل على تحقيق الفوائد للدول الداعمة التي ترغب في الحصول على البرامج النووية لإنتاج الطاقة المتجددة وهي تعمل إلى تعزيز هذه البرامج. ولفت إلى أن الطاقة الذرية وضعت وثيقة للأعضاء تتضمن استراتيجية الوكالة الذرية للطاقة من عام 2012 2017 تتضمن كافة نشاطات الطاقة الذرية والأمن النووي والتعاون الدولي، موضحا أن استهلاك العالم من الطاقة بدأ يزداد وأصبحت جميع الدول تتطلع إلى الحصول على درجة الأمان في هذا المجال. وشدد على أن الوكالة بدأت في تغيير استراتيجيتها بعد ما تعرض له مفاعل فوكوشيما في اليابان من جراء الزلزال الذي أصابها، وكذلك المفاعل الإيراني الذي يواجه صعوبات منذ 6 سنوات مما أدى إلى ضرورة التفكير بصورة متأنية في منح الدول هذه الطاقة حتى يتم التأكد من درجات الأمان التي يمكن أن تتحقق بما لا ينعكس على المجتمعات من أضرار، مبينا عن وجود عدد كبير من الدول بدأت تهتم بدخول الطاقة النووية. وفي سياق التحذيرات البيئية، حذر مدير مركز جودة الأبحاث في الطاقة القابلة للتجديد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن حبيب أبو الحمايل من مشاكل الاستهلاك العالي لأجهزة التكييف في المملكة، وشدد على ضرورة الاستعاضة عنها بالطاقة الشمسية.