لم يكن يدور بخلد تلك الأم الطاعنة في السن والأخرى الحاملة لآلام العصر أن تدعوهن الحاجة يوما إلى الوقوف لساعات تحت شمس الظهيرة الحارقة أمام وزارة التربية والتعليم ليطالبن مسؤولي الوزارة بتثبيت بناتهن المعلمات اللاتي عملن ك"بديلات" لأعوام طويلة ولم يشملهن قرار التثبيت، غير أن قناعتهن بأحقية مطالب بناتهن، دعتهن للوقوف إلى جوارهن أمس لساعات داخل أروقة الوزارة، وسط تواجد كثيف لحراس أمن الوزارة وبعض النساء العاملات ب"مجال الأمن". وكانت نحو 100 خريجة جامعية "عملن كبديلات سابقات" قد اجتمعن أمس برفقة عدد كبير من الأمهات أمام بوابة وزارة التربية والتعليم، مطالبات بالدخول إلى مبنى الوزارة للالتقاء بأحد مسؤولي الوزارة. وعلى الرغم من تأكيد رجال أمن الوزارة للمعلمات أن وزير التربية والتعليم غير متواجد بالموقع حاليا وكذلك نوابه الذين ذهبوا في مهام عمل خارجية؛ إلا أن إصرارهن انتهى بمقابلة وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية الدكتور سعد آل فهيد الذي أكد لهن وقوف الوزارة إلى جانب مطالبهن ووعدهم بإعداد حصر للمعلمات البديلات والرفع بأسمائهن خلال أسبوعين بحسب ما نقلن المعلمات البديلات ل"الوطن". في الوقت نفسه، اعتذر آل فهيد عن طلب "الوطن" التعليق على موضوع البديلات، غير أن المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني أكد في اتصال مع "الوطن" أن الوزارة ملتزمة بما جاء في الأمر الملكي بشمول التثبيت لمن على رأس العمل. وعبرت عدد من المعلمات البديلات في حديث ل"الوطن" عن إحباطهن الشديد كونهن عملن لسنوات، وبعد أن تم تثبيت معلمات لم يمارسن العمل على الرغم من أنهن على قوائم الخدمة المدنية منذ سنوات، وقالت منى المطيري معلمة فيزياء إنها عملت كمعلمة 10 سنوات، منها 5 سنوات في مدرسة أهلية، وكبديلة مثلها، وفوجئت بتثبيت أسماء جديدة وتجاهل أهل الخبرة. واتفقت معها المعلمة أمل محمد "تعمل منذ 9 سنوات" وزادت أن حقهن لن يضيع وأنهن أمهلن المسؤولين 15 يوما لحل المشكلة، فيما أوضحت المعلمة أم خالد "معلمة رياضيات منذ 5 سنوات" إن سبب اعتذارها عن العمل في هذا الفصل جاء بسبب حملها وهو ما أضاع عليها فرصة التثبيت لكن المدارس بحاجة إليهن والمسؤولات في الوزارة قلن لها أعطوا الفرصة للجديدات متجاهلات خبرات السنين. وعلمت "الوطن" أن اللجوء إلى الخريجات للعمل على وظائف البديلات في إدارات التربية والتعليم يعتمد على قوائم مفاضلة الخدمة المدنية من حيث تاريخ تخرج المتقدمة وتقديرها.