مثل معرض مختارات عربية في أتيليه جدة، الذي يستمر حتى 12 يونيو القادم أشبه ما يكون من نوادر عروض الفنون التشكيلية، فأن يجتمع معاً في معرض واحد نخبة الفنانين العرب من عينة راشد دياب إلى جانب سيف وادهم وانلي وجاذبية سري إلى جانب مصطفى الحلاج، ورباب نمر مع طه صبان وأحمد عبدالكريم إلى جانب صادق طعمة، وإذا لم ننس عبدالله حماس وعمر النجدي وزهير حسيب فإننا لن ننسى بالتأكيد نجا المهداوي وسعيد الكعبي، الذين اجتمعوا في صالة أتيليه جدة عارضين إبداعات 66 فناناً وفنانة من مختلف أقطار الوطن العربي، ما جعل علا حجازي تقول محتفية بهذا الحشد من الفنانين في مهرجانهم الفني "لم أخش من عرض أحد أعمالي إلى جانب كبار الفنانين العرب وذلك لأنهم كبار ونحن نتطلع إليهم كأساتذة، لكن أعمال الفنانين السعوديين لا تقل عن أعمالهم روعة". عرضت علا حجازي في صدر صالة العرض، لوحة تسعى لتكوين وحدة شكلية من مجموعة مربعات صغيرة تحتوي أشكالا وألوانا متباينة يتوسطها مربع بخلفية حمراء واستيهامات خطية باللون الأبيض، فبدا عملها كما لو أنه مجموعة أحراز سحرية صغيرة مستلة من مخطوطة سحرية أكبر تتبادل معها الحضور البصري، حيث تؤكد كثافة اللون ووزنه بؤرة الأشكال التربيعية وانجذابها إليه. نتحدث عن عمل علا حجازي لأنها مثلت التحدي البصري في المعرض وهي تتصدر صالة العرض، لكن هناك الكثير من الأعمال المهمة الجديرة بالتقدير. كانت نادية زهير قد افتتحت المعرض الخميس الماضي، بشكل خاص للنساء، ووصفت المعرض بأنه أهم مجموعة شاهدتها هذا العام، أما الفنان الكويتي عادل الفرحان فقال عن المعرض إنه أحد أهم المعارض لهذا العام لكونه يجمع حشداً من فناني الصف الأول في العالم العربي، في حين وصف الفنان فهد الحجيلان المعرض بأنه استثنائي لأنه أشبه بالبينالي، وأنه لحلم أن يشاهد الفنان أعمال سيف وانلي عن قرب. بينا قال مدير الأتيليه هشام قنديل إن وجود أحدث أعمال الفنانة مريم عبدالعليم هو سمة خاصة بهذا المعرض، وهي التي تركت بصماتها على الحركة التشكيلية في مصر. شاركت في هذا المعرض 150 لوحة مختارة لفنانين سعوديين وعرب بعضهم قد لا ترى أعمالهم في معارض أخرى مثل الراحلين مصطفى الحلاج ومريم عبدالعليم. ومن هنا جاء اسم "مختارات عربية" معبراً عن طبيعة المعرض، الذي عني بصورة أساسية على أن يكون ممثلاً لجميع الأساليب والاتجاهات الفنية.