في يوم تاريخي من أيام المملكة، ووسط مشاركة عربية وإسلامية وعالمية، افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، في 4 شوال 1430، إيذاناً ببدء المملكة عصراً جديداً للإبداع العلمي والتقني والمعرفي. وأشاد عدد من الساسة والدبلوماسيين والعلماء من مختلف دول العالم بجهود خادم الحرمين الشريفين لإقامة هذه المنارة العلمية لخدمة البشرية كلها. وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الجامعة مركز عالمي للتفوق والبحث والتعلم، وقالت إن الالتزام بالعلم والبحث الذي تمثله الجامعة الجديدة سيخدم المملكة في المستقبل. ووصف رئيس جامعة مدينة ميونيخ للتقنية فولفجانج هيرمان جامعة الملك عبدالله بأنها "منارة علمية واقتصادية، ليست للسعودية وحدها، وإنما لجميع دول المنطقة والعالم الإسلامي". وأضاف أنها موضع طموحات الطلاب والعلماء بالدراسة والاستثمار فيها. واعتبر البروفيسور محمد يونس مؤسس بنك "جرامين" أول بنك للفقراء إنشاء الجامعة إنجازاً تاريخياً يحمل تصوراً جديداً للتعليم والمستقبل. وقال خادم الحرمين خلال الافتتاح: إن فكرة جامعة العلوم والتقنية حلم راودني أكثر من 25 عاماً، وكانت هاجساً ملحاً عشت معه طويلاً، وإني أحمد الله جل جلاله أن مكننا من تجسيدها واقعاً نراه اليوم شامخاً بحول الله وقوته على تراب أرضنا. وأضاف خلال افتتاحه الجامعة: لقد كان للحضارة الإسلامية في تاريخها دور عظيم في خدمة الحضارة الإنسانية، فالجامعة التي نحتفل بافتتاحها لا تبدأ من الصفر فهي استمرار لما تميزت به حضارتنا في عصور ازدهارها، والعلم والإيمان لا يمكن أن يكونا خصمين إلا في النفوس المريضة. وقال خادم الحرمين: لقد تعرضت الإنسانية لهجوم عنيف من المتطرفين الذين يرفعون لغة الكراهية، ويخشون الحوار، ويسعون للهدم.. ولا يمكننا أن نواجههم إلا إذا أقمنا التعايش محل النزاع، والمحبة محل الأحقاد، والصداقة محل الصدام. ولا شك أن المراكز العلمية التي تحتضن الجميع، هي الخط الأول للدفاع ضد هؤلاء. واليوم ستنضم هذه الجامعة إلى زميلاتها في كل مكان من العالم داراً للحكمة، ومنارة للتسامح. وتعد الجامعة جامعة عالمية رائدة متميزة تختص بالبحث العلمي والتطوير التقني والابتكار والإبداع، وتستقطب نخبة من العلماء والباحثين المتميزين والطلبة الموهوبين والمبدعين؛ بهدف دعم التنمية والاقتصاد الوطني ولتوجه الاقتصاد نحو الصناعات القائمة على المعرفة، كما أنها من المراكز العالمية المتميزة في البحوث العلمية والابتكار والإبداع، وتضم الجامعة أربعة مراكز بحوث علمية متخصصة تهتم بدراسة الاحتياجات الصناعية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتطوير الصناعات المستقبلية وهذه المعاهد هي: - معهد الموارد والطاقة والبيئة. - معهد العلوم والهندسة الحيوية. - معهد علم وهندسة المواد. - معهد الرياضيات التطبيقية وعلم الحاسب الآلي.