قدم مدير إدارة النشاط الرياضي في وزارة التربية والتعليم سعد السند محاضرة ألقاها أمام معلمي التربية الرياضية في مدارس البنين في الأحساء في قاعة الاحتفالات بمبنى تعليم البنين في الأحساء، بعنوان "الروح الرياضية في الأنشطة الرياضية"، بمشاركة الشيخ يعقوب البوحسن، وأدارها رئيس قسم التربية البدنية في تعليم الأحساء يوسف الملحم، وانتقد السند بعض العبارات المتداولة في التعليق الرياضي والتحليل والبرامج الرياضية، التي أشار إلى دورها في زرع التعصب من خلال الألفاظ والعبارات القوية التي يطلقها المعلقون، والتي من بينها: مباراة الأخذ بالثأر، والمباراة المصيرية، ومباراة العمر، وكأن المباراة أغلى وأثمن من العمر والحياة – على حد قوله-، إضافة إلى الألفاظ والعبارات القريبة من البيانات العسكرية أو المعارك الحربية كعبارات قذيفة قوية، صاروخ أرضي، أو صاروخ جو- جو)، مؤكداً أن هذه الألفاظ والكلمات تؤثر على سلوكيات الفرد. وقال السند "إن من أسباب التعصب الأب أو الإخوة الكبار الذين يشجعون نادياً معيناً، ويعملون على فرض هذه القناعة على كل من في المنزل، بل يصل الأمر إلى فرض ألوان محددة في جوانب المنزل، وهذه الأمور ترسخ في ذهن الطفل منذ الصغر فيكبر وتكبر معه هذه الاتجاهات، وكذلك المدرسة فعندما يجد صغار السن معلماً غير واع يحاول فرض تشجيع ناد معين أو فرض ألوانه عليهم في المدرسة، وقد يجادل هذا المعلم ويناقش أمام الطلاب مواضيع تتعلق بناديه المفضل فيحاول الدفاع عنه بقوة مع هضم حقوق الأندية الأخرى، فيغرس في نفوس الطلاب الصغار هذه المبادئ السلبية التي تؤثر على نظرتهم تجاه الرياضة، ويميل بدرجة كبيرة من التعصب والتشدد ولا يرى غير ناديه المفضل، وكذلك البيئة المحيطة والأقران؛ حيث تؤثر البيئة المحيطة بالمنزل والمدرسة والرفقاء في غرس التعصب والتشدد وإبخاس الآخرين حقوقهم من أندية ولاعبين وإداريين ومشجعين، بل يصل الأمر إلى حد المجادلة العقيمة المصحوبة بالصراخ". لافتاً إلى أن هناك بعض القيم الخلقية والاجتماعية التي تنمي الروح الرياضية لدى الطلاب يمكن إكسابها للطلاب بطريقة غير مباشرة أثناء النشاط الرياضي، ومن أمثلة هذه القيم (الإخاء – الاتحاد – العدل – المساواة – احترام النظم والقوانين – السلام – النظافة). وأكد السند أن الرياضة المدرسية تتعدى أهدافها البدنية والمهارية لأن برامجها تتعامل مع الإنسان بكل أبعاده السلوكية للارتقاء بوجدان الإنسان وتفاعله ككائن له ذات يعتز بها، وأن الرياضة المدرسية هي جزء من التربية، مشيراً إلى أن الأنشطة الرياضية التي يمارسها الأطفال ما بين السابعة وال19عاماً، تشكل أساس التفاعل الاجتماعي، وأن النشاط البدني والرياضي يُحسن التكيف الاجتماعي لدى الطلاب، والتفاعل والتكيف مع المواقف المختلفة التي يتعرض لها الإنسان في حياته العامة هو قمة الروح الرياضية المطلوبة.