"مواطنون قطعوا مسافات طويلة، ويرابطون في سياراتهم لأيام أمام بواباته الرئيسية، وآخرون اضطرهم طول الانتظار للنوم في صالاته، وعمل مستمر لا ينقطع داخل عياداته التي تعمل بنظام ال 24 ساعة لمواجهة الزحام"، وصف دقيق يلاحظه كل زائر لمستشفى العيونبجدة، الذي وصفه المتحدث الرسمي للصحة بمحافظة جدة عبدالرحمن الصحفي، بأنه المستشفى الوحيد بجميع مدن المنطقة الغربية، ويراجعه مرضى العيون من تبوك شمالا إلى القنفذة جنوبا. "الوطن" نفذت جولة ميدانية، لتتبع شكاوى مواطنين يتذمرون من امتداد المواعيد ل 5 أشهر وتزيد، رغم حاجتهم الطبية العاجلة للعلاج، وآخرون أكدوا قضاءهم أياما أمام بواباته الرئيسية بانتظار العلاج. الجولة الميدانية شملت معظم أقسام المستشفى، وكشفت عن زحام كثيف أمام بوابته، ورصدت مواطنين خلدوا للنوم في سياراتهم المتوقفة أمامه، وآخرون اكتظت بهم صالات الانتظار، وأطباء وطبيبات، وممرضون وممرضات لا ينقطع عملهم، ويعملون بنظام "الورديات" لخدمة أكبر عدد من المراجعين. ورد مدير المستشفى الدكتور سالم باحطاب، على هذه الملاحظات، بقوله إن المستشفى يعاني ضغطا كبيرا من المراجعين، كونه الوحيد الذي يخدم مرضى العيون بالمنطقة، رغم أن كوادره الطبية لا تتجاوز 42 طبيبا، منهم 10 استشاريين، و12 أخصائيا، و20 طبيبا مقيما، علاوة على الممرضين والممرضات. وكشف عن إجراء المستشفى ل 20 عملية قرنية خلال الأسبوعين الماضيين فقط، علاوة على إجراء ما بين 25 إلى 31 عملية أخرى يوميا، لافتا إلى إجراء ما يقرب من 86 عملية للمياه البيضاء لمرضى من مختلف الأعمار منذ بداية العام الجاري. وأشار إلى إجراء حوالي 20 عملية للأطفال، و86 عملية تفتيت مياه بيضاء، و7 عمليات لمجرى القناة الدمعية، وعمليات أخرى نادرة كالتجميلية، واستئصال بعض أورام العيون، وتعديلات جراحية في العين بسبب الحوادث. ونفى ادعاءات عدد من ذوي المرضى حول قيام المستشفى ببيع خيوط العمليات الجراحية لعدم توفرها في المستودعات، ومرجعا تأخير المواعيد لضغط المراجعين للمستشفى، حيث يستقبل جميع مرضى العيون من مدن وقرى المنطقة الغربية، ويسعى لتوفير الخدمات العلاجية السريعة لهم عن طريق الطوارئ التي يستمر عملها 24 ساعة، وتوفير طبيبين استشاريين يوميا. وأوضح أن المواعيد التي يتم تأخيرها قسرا، تعود لمرضى لا يرى أن حالاتهم المرضية تستدعي تقديم الموعد لهم، ومراعاة تقديم مواعيد مرضى آخرين بحاجة ماسة للعلاج في أقرب وقت ممكن. وكشف عن خطوة جديدة يسعى لتوفيرها المستشفى، وتعد الأولى من نوعها، وهي توفير احتياجات عمليات الشبكية، حيث تم توفير استشاري سعودي مختص في عمليات الشبكية التي يبدأ المستشفى إجراءها قريبا، وأن هناك مقترحا جديدا يتم تداوله في الجهات الصحية المعنية حول بوادر إنشاء مستشفى جديد للعيون، يسهم في خدمة أهالي المنطقة الغربية، وأن هذا المقترح ما زال تحت الدراسة. وحول وجود أجهزة طبية تقدر بملايين الريالات، وتعاني الإهمال داخل المستشفى، أكد أن هذه الاتهامات عارية من الصحة، مبررا ذلك، بأن إدارته لا تسمح بوجود أجهزة طبية لا يستفاد منها داخل المستشفى، إلى جانب متابعته الشخصية لصيانة جميع الأجهزة، وأن هناك مراقبة بشكل مستمر لأقسام الطوارىء عن طريق كاميرات تم توزيعها داخل ممرات الطوارئ والعيادات والأقسام متصلة بشاشات عرض في مكتبه الخاص، ويشرف عليها بنفسه لمتابعة سير العمل بالشكل المطلوب، ويرصد من خلالها مواقع الزحام داخل الطوارئ، لتقديم الحلول المباشرة لكل إجراء يخدم المرضى والمراجعين. من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بجدة عبد الرحمن الصحفي، أن المستشفى يقدم الخدمات العلاجية لكافة المرضى بالمنطقة الغربية بدءا من منطقة تبوك شمالا، وحتى مدينة القنفذة جنوبا، وأنه لا يوجد مستشفى متخصص للعيون في كافة مدن المنطقة الغربية سوى مستشفى العيونبجدة، وبعض أقسام أمراض العيون داخل المستشفيات الحكومية. وأضاف أن هذا المستشفى يستقبل الحالات المحولة من القرى والمدن، وخاصة الحالات الحرجة التي تكون بحاجة ماسة لإجراء عمليات جراحية، مما تسبب في ضغط على طوارئ المستشفى بسبب كثرة المراجعين.