يترقب الفلسطينيون والإسرائيليون الخطاب الذي سيلقيه مساء اليوم الرئيس الأميركي باراك أوباما حول المنطقة العربية ويعرج فيه على عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ووسط تأكيدات من البيت الأبيض على أن الإدارة الأميركية لم تتشاور بشأن مضمون هذا الخطاب مع أي من الأطراف خارج المقر الرئاسي الأميركي فإن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين آمالهم بشأن ما سيتضمنه هذا الخطاب دون أن يكون من الواضح بعد ما سيأتي فيه وإن كان المسؤولون الأميركيون أكدوا على أنه سيتضمن استراتيجية أميركية جديدة بشأن المنطقة العربية. وقال مسؤول فلسطيني ل"الوطن" "المطلوب من الرئيس الأميركي هو دفع عملية السلام إلى الأمام على أساس مرجعية واضحة أساسها حدود 1967 كحدود للدولة الفلسطينية مع إمكانية تبادل طفيف بالأراضي وأن يلزم إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وهو تماما ما ورد في البيان الأوروبي مؤخرا". وأضاف "هذا ما نتمنى أن يقوله الرئيس أوباما في خطابه". وعشية الخطاب أبلغ الرئيس عباس مسؤولين أميركيين أن "الجانب الفلسطيني مستعد للعودة للمفاوضات فور التزام إسرائيل بتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها وفق الاتفاقيات الدولية، خاصة خطة خارطة الطريق". وقال عباس لنائب وزيرة الخارجية الأميركية جيمس ستاينبرغ ومساعدها لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان بحضور القنصل الأميركي العام في القدس دانييل روبنستين، إن "رفض الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان وتحديد مرجعية واضحة لعملية السلام هو سبب تعثر السلام في المنطقة". وبعد خطاب أوباما اليوم من المقرر أن يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم 24 الجاري خطابا أمام الكونجرس الأميركي، حيث من المتوقع أن يفجر نتنياهو مفاجأة، عبر إعلان قبول حكومته للمبادئ التي سيعلنها أوباما، بافتراض إعلان كل من حركتي فتح وحماس قبولهما أيضا للخطوط العامة التي طرحها الرئيس الأميركي بما في ذلك الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية تمنح مواطنيها حقوقا متساوية. وفي هذا الإطار قال ديفيد ماكوفسكي الباحث الرئيسي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن التحرك الإسرائيلي من شأنه أن ينقل مركز ثقل ما يدور إلى المساحة الفاصلة بين حماس وفتح على نحو يدفع في اتجاه إنهاء الاتفاق بينهما كشرط مسبق غير مباشر لبدء أية مفاوضات فضلا عن أنه سيضعف التوجه الفلسطيني الراهن نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967. وأشار مساعد لنتنياهو رفض نشر اسمه في تصريحات لأجهزة إعلام أميركية إلى أن زيارة نتنياهو لواشنطن، تهدف إلى إظهار الفلسطينيين بأنهم الطرف غير الراغب في السلام وأن إسرائيل على استعداد لتقديم تنازلات من أجل تحقيق السلام.