"كان رمزاً من رموزنا الكبيرة في الأدب والثقافة والصحافة أيضاً. وأعتقد أن حياته كلها مليئة بالعطاء في جميع نواحي الحياة، وحينما تقرأ شعره، تقرأ الشعر الرصين الذي يذكّر بالكلاسيكية الجميلة. عبد الله بن خميس كرس حياته كلها لخدمة دينه وملكه ووطنه، وقدم الشيء الكثير للغة والأدب والشعر. وأعتقد أن الأسرة الأدبية ستفتقده كثيراً، وأتقدم بعزائي الكبير لأسرته وأهله وأولاده، وابنته الأديبة الكبيرة أميمة، والوسط الثقافي والأدبي، وأسأل الله له الرحمة والمغفرة ولأهله الصبر والسلوان، وسيبقى ابن خميس في ذاكرة الوطن إلى الأبد". بهذه الكلمات المؤثرة، اختتم وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة حديثه إلى "الوطن"، عن نبأ رحيل علم من أعلام الأدب والثقافة والصحافة في المملكة، لتطوى برحيل الأديب عبدالله ابن خميس صفحة من أهم الصفحات المؤثرة في تاريخ الحركة الثقافية السعودية. فالراحل الذي توفي صباح أمس عن عمر يناهز 92 عاماً في مستشفى القوات المسلحة بالرياض بعد معاناة طويلة مع أمراض الشيخوخة استمرت لسبعة أشهر، وسيصلى عليه عصر اليوم في جامع الإمام تركي بن عبدالله، يعد رجلاً من أبرز رجالات التنوير في المملكة. أمير منطقة الرياض، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، زار منزل الأديب الراحل بحي أم الحمام أمس، وقدم عزاءه ومواساته لأبناء ابن خميس، وكان في استقباله أبناء الفقيد: عبدالعزيز، محمد، عدي، طارق، زياد، وياسر، داعياً الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. من جهته عبر عبدالعزيز بن عبدالله بن خميس وإخوانه عن الشكر والتقدير لأمير منطقة الرياض على هذه اللفتة الأبوية الحانية ومواساته لهم, وقال: هذا ليس بمستغرب على حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وسمو أمير منطقة الرياض بمشاركة أبنائهم المواطنين بتقديم واجب العزاء. سائلا الله أن يحفظهم من كل مكروه. ويعتبر ابن خميس المولود عام 1919، بقرية الملقى، وهي إحدى قرى الدرعية في منطقة الرياض من جيل الرواد والمؤسسين للصحافة السعودية في المنطقة الوسطى والأدب السعودي، حيث أمضى حياته شاعراً وناقداً وصحفياً وباحثاً، واختاره مهرجان "الجنادرية 17" الشخصية الثقافية المكرمة لعام 2002. عشق ابن خميس وسط الجزيرة العربية، فجاء إبداعه انعكاساً واضحاً لهذا الحب، حين ألف "بلاد اليمامة" سبعة أجزاء، و"المجاز بين اليمامة والحجاز"، و"على ربى اليمامة"، و"معجم اليمامة" أربعة أجزاء، و"معجم جبال الجزيرة" جزءان، و"معجم أودية الجزيرة" خمسة أجزاء، و"معجم رمال الجزيرة" جزءان، و"راشد الخلاوي" جزء واحد، و"الشوارد ثلاثة" جزء واحد، و"أحاديث السمر" جزء واحد، و"الدرعية" جزء واحد، و"شهر في دمشق" جزء واحد، و"محاضرات وبحوث" جزء واحد، و"من جهاد قلم" جزء واحد، و"فواتح الجزيرة" جزء واحد، و"أهازيج الحرب أو شعر العرضة" جزء واحد، و"الأدب الشعبي في جزيرة العرب" جزء واحد، و"بلادنا والزيت" جزء واحد، و"الديوان الثاني" جزء واحد، و"رموز من الشعر الشعبي تنبع من أصلها الفصيح" جزء واحد، و"جولة في غرب أميركا" جزء واحد، وتنزيل الآيات – شواهد الكشاف" جزء واحد، و"إملاء ما منّ به الرحمن" جزءان، و"أسئلة وأجوبة" جزء واحد. وابن خميس عضو في كل من: مجمع اللغة العربية بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، والمجمع العلمي العراقي، ومجلس الإعلام الأعلى، ومجلس إدارة المجلة العربية، ومجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، وجمعية البر بالرياض. وهو أول رئيس للنادي الأدبي بالرياض، ونائب للأمير سلمان بن عبدالعزيز في اللجنة الشعبية لرعاية أسر ومجاهدي فلسطين. ويعتبر من مؤسسي الصحافة في المملكة، وفي نجد على وجه الخصوص.