أكد علماء أميركيون أن السرطان البري الذي اختفى من جزر هاواي هو في الوقت ذاته أول سرطان بري ينقرض بسبب فعل الإنسان. وحسب فريق الباحثين تحت إشراف جوستاف بولي من جامعة فلوريدا في دراستهم التي نشرت أمس في مجلة "بلوس ون" فإن أول نازحين لهاواي قبل نحو ألف سنة جلبوا معهم الكثير من أنواع الحيوانات الجديدة التي تسببت في انقراض السرطان البري المعروف باسم "جيوجرابوس سيفرننسي". ورأى العلماء أن هذا السرطان لو كان لا يزال حيا حتى الآن في جزر هاواي "لبدا الأمر مختلفا.. فقد كانت هذه السرطانات جزءا هاما من النظام البيئي هناك". ورغم عثور العلماء على العديد من بقايا هذه السرطانات في جزر هاواي. إلا أنهم لم يتأكدوا من هويتها بشكل دقيق. غير أن الباحثين قارنوا هذه البقايا بنوع من السرطانات التي تعيش على البر، والمنتشرة بامتداد شاطئ المحيط الهادئ، فوجدوا أن هذا النوع المنقرض جديد، ولم يكن معروفا حتى الآن للعلماء. بل إن هذا النوع من السرطانات البرية كان قد تكيف بالشكل الأمثل على الحياة البرية، مما جعله يتغلغل كثيرا داخل اليابسة، ثم يعود للتكاثر في البحر مثله مثل أقرانه التي تضع يرقاتها في مياه البحر. وتبين للعلماء أن هذا النوع المنقرض من السرطانات تراجع مع قدوم شعب البولينزيا قبل ألف عام، والذين جلبوا معهم أنواعا جديدة مثل السحالى والكلاب التي أعاقت انتشار السرطانات، بالإضافة للإنسان نفسه الذي كان أحد أسباب انقراض هذا النوع من السرطان. وأشار الباحثون إلى أن الجزر أماكن حياة منفصلة بها أنواع من الحيوانات غير المنتشرة في الكثير من الأماكن الأخرى مثل النمل والحيوانات الثديية، وأن غياب هذه الأنواع يفتح الباب أمام انتشار أنواع أخرى لا تجد ما يواجهها من الأنواع الحيوانية التي تحدث توازنا بيئيا.