ماذا لو كان مصور أو مراسل "الوطن" يعمل في وكالة "رويترز" العالمية للأنباء، أو مراسلاً لوكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) أو غيرهما من الوكالات الصحفية العالمية، وتعرض إلى اعتداء بالضرب وتهديد بمصادرة الكاميرا التي يحملها وتحطيمها؟ هذه الأسئلة تتبادر إلى ذهن أي عامل في الوسط الصحفي والإعلامي، عندما يبلغه نبأ الاعتداء الذي تعرض له في مقبرة أم الحمام بالرياض أمس الزميل ثامر العنزي المصور في المكتب الإقليمي ل "الوطن"، أثناء مشاركته في تغطية دفن جثمان الشهيد حسن مسفر القحطاني الدبلوماسي في القنصلية السعودية بكراتشي والذي اغتيل أول من أمس برصاص الغدر. وهي أيضاً أسئلة تقفز إلى الذهن عند معرفة أن الزميل يزيد الفيفي مراسل "الوطن" في جازان كان قد تعرض أول من أمس للضرب، كما تم أخذ كاميرا التصوير الخاصة به بالقوة من قبل شيخ إحدى قبائل فيفاء عندما كان يقوم بعمله الصحفي. وقال الزميل العنزي الذي أصيب بجروح في يديه "موظفون في المقبرة هددوني بكسر الكاميرا قبل الدخول، بحجة أن التصوير ممنوع داخلها، إلا أن تدخل أهل الشهيد أنقذني، وهم من ساعدني في الدخول إلى موقع الدفن". مشيراً إلى إصابته بجرح في يده، مما أدى إلى تعطيل مهمته الصحفية وعدم إكمالها. وكان الزميل الفيفي قد تعرض أيضاً للاعتداء أول من أمس أثناء عمله الصحفي وتصوير معدات وزارة النقل في فرع منطقة جازان أثناء مسحها لموقع أثري يعود للقرن السابع حسبما ذكر شهود عيان من أبناء المنطقة ل "الوطن"، حيث يحتوي الموقع على مجموعة من القلاع القديمة والمقابر والتي قام مجهولون بنبشها بحثا عن آثار غير آبهين بحرمة القبور. الزميل الفيفي تقدم ببلاغ رسمي إلى الشرطة التي بدورها قامت بنقله للمستشفى وأخذت إفادته وفتحت ملفا أمنيا بالقضية، فيما صرح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة جازان النقيب عبدالله بن معيض القرني أن شرطة فيفاء تلقت بلاغا من مواطن يقول إنه صحفي تعرض لاعتداء بالضرب من أحد شيوخ القبائل، مضيفاً أن شرطة فيفاء أرسلت خطابا للمحافظة تطلب فيه استدعاء الشيخ المتهم بهذه القضية من أجل البدء في التحقيق معه. "الوطن" سألت أمين عام هيئة الصحفيين الدكتور عبدالله الجحلان عمن يحمي الصحفيين من مثل هذه الاعتداءات، فأكد أنه "لا يستحق أي إنسان يخدم الوطن أن يتم الاعتداء عليه من قبل أي أحد، ونحن نستنكر هذا الاعتداء الذي وقع على مصور "الوطن" خلال تأديته عمله". وعن الإجراءات التي تقوم بها الهيئة عند وقوع مثل هذه الحالات، أشار الدكتور الجحلان إلى وجود آلية لحماية الصحفيين؛ وإذا وقع أي اعتداء على صحفي أو مصور... فالهيئة تقوم بخدمة أعضائها... كما تقوم بالمتابعة مع الجهات المعنية بأمر الاعتداء بشرط وجود قضية كاملة حتى تتم متابعتها ...".