دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد إلى الكف عن استخدام العنف المفرط والاستجابة لنداءات الإصلاحات والحرية، فيما يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على الأسد شخصيا تتمثل في منعه من السفر لدول الاتحاد. وقال بان كي مون للصحفيين "أدعو الأسد مرة ثانية إلى الاستجابة إلى دعوات الإصلاح والحرية والتوقف عن استخدام القوة المفرطة والاعتقالات الجماعية للمتظاهرين السلميين". وعبر بان كي مون عن خيبة أمله لرفض السلطات السورية السماح لفرق إنسانية تابعة للأمم المتحدة بالتوجه إلى درعا. وقال "أواصل دعوة السلطات السورية إلى السماح لفرقنا الإنسانية" بدخول سورية ليتاح لها تقييم الوضع بشكل موضوعي ومستقل ومساعدة السكان". وفي برلين قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه إنه جرى استدعاء سفراء سورية في ألمانيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى أمس. وأعلنت الخارجية الألمانية عن "حلقة ثانية" من العقوبات ضد دمشق حال لم يتوقف على الفور القمع الدموي من قبل قوات الأمن ضد المعارضة. وأضاف بيشكه "إذا لم يحدث تحول في الموقف فسوف تتضرر قيادة الدولة أيضا من العقوبات" في إشارة إلى الأسد شخصيا. ومن جانبها أعلنت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون أن الاتحاد الأوروبي سيعيد النظر في العقوبات بحق النظام السوري لممارسة "أكبر قدر ممكن من الضغط السياسي" على الأسد. وقالت آشتون "أنا لست متسامحة" بشأن سورية و"أؤكد لكم عزمي على ممارسة أكبر قدر من الضغط السياسي على سورية". وأضافت "بدأنا ب13 شخصا متورطين مباشرة في القمع العنيف للتظاهرات في سورية، وسنعود إلى القضية هذا الأسبوع". ومن جانبه قال زعيم النواب الخضر دانيال كوهين بنديت "ما الذي يمنع أوروبا من إدراج الأسد على اللائحة؟ وأضاف "لن يكون هناك حل في سورية إلا عندما يتنحى الأسد عن الحكم وبالتالي من الواضح أنه يجب وضع كل عائلة الأسد على اللائحة وليس غدا بل اليوم". أما في واشنطن قفد انتقل أحد أقرب أعضاء مجلس الشيوخ من الرئيس السوري وهو السيناتور الديمقراطي جون كيري من صفوف من يطالبون بالتريث في اتخاذ "مواقف حازمة" من الأسد إلى القول إن "أية آمال في أن يدخل الرئيس السوري إصلاحات كافية لوقف الاحتجاجات في بلاده قد تبددت". وقال كيري "تخليت عن اعتقادي بأن الأسد راغب في تطبيق أية إصلاحات جادة". وتابع أن أحد أبرز الأساطير التي شاعت في الآونة الأخيرة في واشنطن هي أن الأسد إصلاحي. لم يكن ذلك خطأ كيري وحده وإنما كان في الأساس خطأ الإدارة ذاتها. لقد روجوا لهذا الوهم ثم صدقوه وهم يكتشفون الآن أنه كان وهما". وفي سياق متصل قال رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" أمس إن النظام "سيقاتل حتى النهاية"، محذرا من أنه "لن يكون هناك استقرار في إسرائيل" إذا لم يكن هناك استقرار في سورية. وقال مخلوف "ليس بإمكان أحد أن يضمن ماذا سيحصل إذا حدث شيء للنظام". وأوضح ردا على سؤال في هذا الشأن "لا أتحدث عن حرب. لكنني أقول لا تمارسوا ضغوطا كثيرة على الرئيس. لا تدفعوا سورية إلى القيام بما لا ترغب فيه". واعتبر مخلوف أن "السلفيين" هم البديل عن النظام "لن نقبل بذلك والشعب سيحارب، لدينا العديد من المقاتلين". وردا على سؤال حول أسباب شموله بالعقوبات الأوروبية، أجاب "لأنني ابن خال الرئيس هذا كل شيء". على الصعيد الداخلي في سورية، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية مقتل عسكريين سوريين اثنين وجرح خمسة آخرين خلال مواجهات مع الجماعات الإرهابية المسلحة في ريف درعا (جنوب) وحمص (وسط). ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري مسؤول أن "وحدات الجيش والقوى الأمنية تتابع ملاحقة فلول الجماعات الإرهابية المسلحة في حمص وريف درعا". وأشار المصدر إلى أن "حصيلة المواجهات كانت شهيدين وخمسة جرحى من عناصر الجيش هم شهيد وجريح في ريف درعا وشهيد برتبة ملازم وأربعة جرحى بينهم ضابط في حمص". كما لفت المصدر إلى سقوط "عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية". وكان الناشط نجاتي طيارة قد ذكر أن دبابات الجيش قصفت منطقة سكنية بحمص أمس.