ثلاثة أشهر فقط كانت كافية لتحويل المدرسة المتوسطة والثانوية النموذجية بأبها إلى صرح تربوي تقني، وصفه نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن عبدالرحمن بن معمر ب"المعجزة"، فيما أجمع تربويون على أن اسم المدرسة أصبح متوافقاً مع الواقع منذ ثلاثة أشهر فقط بعد أن تم تطويرها. ورصدت "الوطن" في جولة لها النقلة النوعية التي شهدتها المدرسة في كافة المجالات التربوية والتعليمية والبيئة المدرسية لتشمل كذلك تطوير عناصر العملية التعليمية من معلم وطالب وتجهيزات ومقرر دراسي، وذلك برفقة مدير المدرسة عبدالله بن علي العمري، الذي أشار إلى أن البداية كانت بإعادة تأهيل المبنى الذي مر على إنشائه أكثر من ثلاثين عاماً، إذ تم تحويله إلى تحفة معمارية وبأسلوب متطور يلبي حاجة منسوبي المدرسة، تلا ذلك تطوير شامل للفصول الدراسية، حيث جرى تحويلها إلى قاعات تقنية تتوفر بها وسائل الاتصال وأجهزة الحاسب والعرض والسبورة الذكية، وطاولات تساعد على تنويع طرائق التدريس، وتم ربط جميع القاعات بشبكة متكاملة. وأضاف العمري، أن الطالب يمكنه التواصل مع معلميه من منزله، فضلا عن إمكانية البث المباشر في جميع قاعات التعلم ووجود قاعة للحوار والنقاش مزودة بالصوتيات وأجهزة العرض، وقاعة كبرى للحاسب الآلي، وأخرى للموهوبين، وزود بهو المدرسة الداخلي بمكتبة ومركز للمصادر بشكل هندسي جميل، وفي جنبات البهو أجهزة حاسب للتصفح والبحث، ومكان مخصص للطلاب المبدعين في البحث والتأليف. وأكد العمري أنه تم إنشاء صالة رياضية مغلقة مزودة بشاشات عرض، وأجهزة رياضية متنوعة، إضافة إلى ملاعب رياضية لكرة القدم والطائرة والسلة، مشيراً إلى أن العمل شمل جوانب جمالية تمثلت في حدائق في مداخل المدرسة ومزرعة طلابية ونوافير وممرات جميلة، كما تمت إضافة مطعم مزود بالطاولات والمقاعد ومجهز بكل الاحتياجات وتم تشغيله من قبل أحد المطاعم المؤهلة. ولفت العمري إلى أن التطوير لم يقتصر على الماديات فحسب، بل امتد إلى المعلم حيث نظمت الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة برنامجا تدريبيا لجميع المعلمين في التعلم الإلكتروني وسيليها برامج مماثلة لتهيئة الطلاب لهذا النوع من التعليم، إضافة إلى وضع خطة تدريبية تمكن منسوبي المدرسة من التعاطي من الإمكانات التي تم توفيرها. واختتم العمري حديثه بأن العملية التطويرية التي شهدتها المدرسة وما أحدثته من بيئة تربوية مناسبة انعكست إيجابا على أداء المعلمين وزادت من دافعيتهم، فيما امتد ذلك إلى الطلاب الذين بدوا أكثر ارتياحا وتقبلا للمجتمع المدرسي. من جهته أكد المدير العام للتربية والتعليم في منطقة عسير جلوي آل كركمان، أن ما قامت به الإدارة لتطوير المدرسة النموذجية ما هو إلا نواة لمدارس أخرى، مشيرا إلى أن انطباعات قيادات الوزارة عن المدرسة الحافز الأكبر لمواصلة ذات النهج في مواقع أخرى. وكان وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود، ونائباه فيصل بن معمر، والدكتور خالد السبتي، ومديرو التربية والتعليم في مناطق المملكة، زاروا المدرسة على هامش فعاليات قادة العمل التربوي التي عقدت في أبها أواخر الأسبوع الماضي.