اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات من الجيش اليمني تابعة للحرس الجمهوري ومسلحين قبليين في منطقة نهم القريبة من العاصمة صنعاء. وأكدت مصادر قبلية في المنطقة أن نحو سبعة جنود وثمانية من رجال القبائل سقطوا في هذه المواجهات التي شاركت فيها مروحيات تابعة للجيش. ووقعت الاشتباكات على خلفية رفض قبائل نهم السماح للقوات العسكرية بالمرور من منطقتهم لقمع مسيرات احتجاجية بحضرموت شرقي البلاد. وذكرت المصادر أن شرارة الاشتباكات اندلعت من طرف واحد إثر إطلاق قوات الحرس الجمهوري النار باتجاه رجال القبائل الذين اعترضوا خط سير أفراد اللواء 101 لمنع مرورهم من مناطقهم باتجاه مناطق حدودية متاخمة لمنطقة وادي حضرموت لقمع مسيرات احتجاجية مطالبة بإسقاط النظام السياسي الحاكم وهو ما اضطر رجال القبائل إلى الرد على مصادر النيران، بنيران مماثلة قبل أن يفاجأ أهالي المنطقة بقصف مكثف للطيران على عدد من المناطق داخل نهم. وعقد اجتماع لمشايخ ووجهاء قبائل نهم عقب اندلاع المواجهات أكدوا خلاله التصدي لأية محاولات لتصعيد المواجهات المسلحة من قبل قوات الجيش ضد أبناء المنطقة. وتوافد مئات المسلحين من قبائل نهم إلى المنطقة لمساندة القبائل. وفي المقابل تم استدعاء العديد من الوحدات الأمنية والعسكرية المرابطة في مناطق مثل إب وذمار وشبوة وأبين للتحرك إلى صنعاء لتعزيز التدابيرالأمنية والعسكرية للتصدي لعملية زحف محتملة للمعتصمين بساحة التغيير باتجاه القصر الرئاسي بصنعاء. من جانب آخر استقبل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر الذي أطلعه على نتائج زيارته ولقاءاته مع عدد من المسؤولين والشخصيات السياسية في السلطة والمعارضة في البلاد. وأكد المسؤول الأممي على أهمية جلوس الأطراف اليمنية مع بعضها لإجراء حوار مباشر من أجل حل الأزمة بما يخدم مصلحة اليمن وأمنه واستقراره ووحدته". وأشار إلى أن "حل الأزمة اليمنية الراهنة لن يكون إلا يمنيا بدرجة أساسية". وأكد عمر"استعداد الأممالمتحدة لتقديم كل عون يطلب منها لمساعدة الأطراف اليمنية لإنجاح الحوار فيما بينها للخروج من الأزمة الراهنة". وجدد صالح "حرصه على الحوار باعتباره الوسيلة المثلى لمعالجة كافة القضايا، والعمل على كل ما من شأنه تجنب إراقة الدماء".