انتقد عدد كبير من السينمائيين المغاربة قرار المركز السينمائي المغربي وهو أعلى جهاز للسينما بالمغرب الذي اختار فيلم "عين النساء" لتمثيل المغرب في الدورة الرابعة والستين لمهرجان "كان" السينمائي الدولي، واستنكر النقاد هذا الاختيار بسبب هوية مخرج الفيلم رادو ميهايليانو، الذي يحمل الهوية الإسرائيلية. ودعا عدد من النقاد من بينهم الناقد السينمائي حسن بنشلخية إلى التبرؤ من الفيلم، لأن مخرجه إسرائيلي من أصول رومانية عاش أغلب حياته في إسرائيل واستقر مؤخرا في فرنسا، ليستفيد من الدعم السخي للأفلام الإسرائيلية، كما انتقد قبول المسؤولين عن جهاز السينما هذا الفيلم الذي تموله فرنسا لتمثيل المغرب في الوقت الذي تعرف فيه الإنتاجات السينمائية طفرة كبيرة. وقال نقاد آخرون إن تصوير الفيلم في المغرب وتقديم المركز السينمائي المغربي مساعدات مالية وفنية أثناء تصوير الفيلم لا يكفي لأن يكون هذا الفيلم جديرا بتمثيل المغرب في هذا المحفل الدولي. وقال الناقد مصطفى طالب إن المشكلة تتجاوز ما يطرحه الفيلم وما يتعلق بهوية مخرجه أو مموله إلى مشكل أكبر، يتمثل في هذه الحالة المرضية لقطاع السينما والمسؤولين عن القرار السينمائي الذين يسعون إلى التماهي مع الغير والسعي لتحقيق كسب دعائي ولو على حساب قيم وهوية المغاربة. وأضاف أن هذه الحالة تفرض على المعنيين بمستقبل السينما المغربية التوقف عن النظر في الارتفاع الكمي لعدد الأفلام أو المهرجانات المنظمة والانتباه إلى ما وراء ذلك من قيم يتم بثها ضدا على قيم المغاربة. ويحكي فيلم "عين النساء" الذي صور بالمغرب في أواخر سنة 2010 وبداية سنة 2011، قصة واقعية عن قرية صغيرة منعزلة قادتها النساء حين تمردن على الرجال ورفضن التقليد الذي يتطلب منهن السير لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة لجلب الماء من المنبع في أعلى الجبل.