لم تستطع "أم نواف" زوجة شهيد الواجب جار الله بن علي الجار الله ووالدة الابن نواف والبنت جمانة، الحديث عن وضعهم بعد وفاة الشهيد جار الله قبل حوالي 8 سنوات، وعجزت عن الحديث في الاتصال الأول الذي أجرته "الوطن" معها وطلبت إعادة الاتصال في اليوم التالي. وقالت "أم نواف": بكيت البارحة ولم أتمكن من الحديث معكم رغم مرور أكثر من 7 سنوات على وفاة والدنا، إلا أننا مازلنا نعيش آلام فراقه. لكنها عادت وأكدت أنها حينما تتذكر وقفات النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، وأمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر وحرمه الأميرة نورة بن محمد، فإن شعورها بآلام المصاب يخف، نظرا لأن الله عوضها وأسرتها باهتمام ورعاية الدولة وولاة الأمر. وأشارت إلى أنها و ولديها لن ينسوا الشهيد ورفاقه، الذين بذلوا أرواحهم فداء للوطن، مبينة أن أبناء الشهداء بالقصيم يسمون الأميرة نورة "ماما نورة"، فهم يجدون منها العطف والاهتمام والالتفاف حولهم. وحول ظروفها المعيشية في الوقت الحالي، قالت" نحن نعيش حياتنا مع أبنائنا عيشة طبيعية"، مشيرة إلى أن نواف يدرس بالصف الثالث الابتدائي وجمانة بالصف الثاني وكلاهما متفوق في مشواره الدراسي، ويجدان رعاية مميزة من جميع أفراد الأسرة سواء من قبل الأعمام أو الأخوال. وبينت أن ابنها "نواف" عاش خلال الأشهر الأولى من وفاة والده حياة صعبة، حينها كان عمره 3 سنوات ونشأ على حياة والده وهو يتذكره جيداً، أما "جمانة" فكان عمرها 45 يوماً ولم تشاهده إلا عن طريق الصور وهي تسأل عنه كثيراً. وقالت: من الصعوبة أن أخفي عليهما قصة وفاة والدهما، خصوصاً "نواف" الذي دائما ما أخبره بسيناريو "استشهاده" من أجل أن أزرع في قلبه حب الوطن، ولم أخف عليه طريقة وفاته، خاصة أن والده توفي بشرف واستشهد بساحة الشرف، ووفاته وسام وتاج على صدورنا، على اعتبار أنه رحل وهو يدافع عن هذا الوطن الغالي والأرض ارتوت بدمائه. وفى سياق متصل، تعيش الطفلة "عهود" ابنة شهيد الواجب فهد العليان من شرطة منطقة القصيم "بريدة" الذي استشهد بتاريخ 10-4-1425، حياة متميزة عن بقية أبناء الشهداء، بإعلان أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر تكفله برعايتها والصرف عليها واعتبارها بذمته، نظرا لوفاة والدها، ولم يكن مضى على زواجه سوى شهرين وكانت زوجته حاملا ب" عهود". وعاشت عهود بحنان ودعم لجنة أسر شهداء الواجب وبمظلة حانية عنوانها "قلب فيصل بن بندر الكبير"، حيث تعيش مع أسرتها وجدها بمدينة بريدة، وتدرس بالصف الأول الابتدائي، بواقع اجتماعي متميز، مع تكفل الدولة بمنزلها. وقالت والدة عهود: إن وضع ابنتها ممتاز، وهي تعيش بفرحة للاهتمام الكبير بها من قبل أمير منطقة القصيم، وتردد دائما "والدي هو فيصل بن بندر"، إضافة لاهتمام لجنة أسر شهداء الواجب، كما أنها تعشق مدرستها، ومنزلها وتردد دائما والدي بطل، وسأكون مثله خادمة لوطني، كما أن مدرساتها يعاملنها بحنان واهتمام، وهي تشعر بذلك ولا ينقصها شيء، حيث إنها تجد كل ما تريده . وأضافت" هناك خط ساخن مع رئيسة لجنة شهداء الواجب بالقصيم الأميرة نورة بنت محمد، وبالإمكان طلب أي شيء بسهولة "، مشيرة إلى أن "التكامل والتكاتف الاجتماعي مع المسؤول وفر لنا حياة رغيدة".