وسط عائلة مكية كانت تسكن بالقرب من الحرم المكي الشريف نشأ عبدالله عبدالجبار، أو (الأستاذ) بحسب اللقب الذي ما إن يطلق في الوسط الثقافي حتى يشار إليه. تلقى تعليمه الأولي في كتاب كانت تديره سيدة في مكة تدعى "جواهر عبد الهادي فقيه" حيث كان التعليم للأطفال في الكتاتيب مختلطا يتجاور فيه التلاميذ مع التلميذات في الفصل الوحيد، ليتلقوا من معلمتهم أولى حروف الأبجدية. ولعل هذا الانفتاح الذي يطبع سكان مكةالمكرمة هو ما ترك في أعماق عبدالله عبدالجبار أثرا كبيرا في تفكيره ودعمه لتعليم المرأة. ومع أن عبدالجبار لم يتزوج، إلا أنه كان يعتبر جميع من هم دون سنه بمثابة أولاده. وإذا كان الدكتور عبدالله مناع يرى أن محمد حسن عواد رائدا فإنه يضيف إليه عبدالجبار واصفا إياه بأنه هو الذي قدم وتقدم طبيعة المواجهة مع العصر، فكان عظيما وشجاعا لذا سيبقى خالدا في ذاكرة الأجيال. وبعيدا عن اشتغاله في النقد والإبداع والكتابة الصحفية، يعد عبدالجبار واحدا من رواد التربية والتعليم في المملكة، فهو واحد من جيل الآباء المؤسسين التربويين. ويذكر له محبوه أنه ضرب مثلاً للمربي القدير أثناء عمله في التدريس بالمعهد العلمي السعودي، ومدرسة تحضير البعثات (أول ثانوية سعودية) بمكةالمكرمة. وتسلم إدارة المعهد لفترة من الزمن عام 1947 ميلادية، وكان من تلامذته إبراهيم العنقري، وأحمد زكي يماني، وعابد خازندار والدكتور عبدالعزيز الخويطر، ومدير الخطوط السعودية الأسبق عبدالحميد المالكي والكثيرون من رجالات المملكة سفراء ووزراء ومسؤولين.