قتل 21 شرطيا عراقيا على الأقل، وأصيب 75 بجروح أمس في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مركزا للشرطة في مدينة الحلة جنوب بغداد. وفيما لم تتبن العملية أي جهة، إلا أنها تأتي بعد أيام قليلة على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان على يد قوات أميركية. وقال مصدر أمني: "إن انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم مديرية نجدة الحلة وفجر نفسه عند الباب الرئيسي مما أسفر عن مقتل العشرات من عناصر الشرطة". وخلف الهجوم الذي وقع حوالي الساعة السابعة صباحا حفرة بعرض مترين وأصاب مبنى المديرية في وسط المدينة (95 كلم جنوب بغداد) وعددا من المباني المجاورة بأضرار جسيمة. وقال رئيس مجلس محافظة بابل التي تتبعها الحلة، كاظم مجيد التومان: "إن السيارة كانت محملة ب150 كلج من المواد شديدة الانفجار". ويعتبر هذا الهجوم الأعنف منذ مقتل 58 شخصا في تكريت في أبريل الماضي حين هاجمت مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة مقر المحافظة. ووقع هجوم الأمس بعد نحو عام من سلسلة تفجيرات استهدفت الحلة وقتل فيها 50 شخصا، وقبل أشهر قليلة من انسحاب القوات الأميركية من البلاد. وفي النجف أعلن مدير الإعلام في الشرطة مقداد الموسوي "اتخاذ إجراءات أمنية مشددة حول مراكز الشرطة وبعض المرافق المهمة في المدينة تحسبا لأي طارئ أو أي عمليات انتقامية قد تقوم بها القاعدة". وأضاف: أن مسألة ردات الفعل بعد مقتل بن لادن "أمر وارد، والتفجيرات الأخيرة وآخرها الحلة تثبت أن هناك هجمات انتقامية قد تنفذ في مدن عراقية وبينها النجف". واتخذت معظم المحافظات العراقية سلسلة من الإجراءات الأمنية المشددة تحسبا لوقوع هجمات انتقامية مماثلة. وقتل شخص وأصيب ثلاثة بجروح أمس في بغداد بانفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق في شارع نضال بمنطقة الكرادة. في موازاة ذلك أعلنت الشرطة العراقية في قضاء الطوز جنوب كركوك (شمال) أن مدير الأمن الكردي في المنطقة الرائد نوزاد كريم فارس أصيب جراء استهداف موكبه بعبوة ناسفة، فيما قتل شخصان وأصيب خمسة من مرافقيه. وفي الموصل (370 كلم شمال بغداد) أعلنت الشرطة مقتل شخص بانفجار عبوة ناسفة لاصقة بسيارته في حي الحدباء شمال المدينة. وقتل يومي الثلاثاء والأربعاء 20 عراقيا على الأقل وأصيب نحو 40 بجروح في هجمات متفرقة في أنحاء البلاد. سياسيا، استبعد زعيم القائمة العراقية إياد علاوي في تصريح ل"الوطن" تحقيق الديموقراطية في العراق، واعتماد مبدأ الشراكة لإدارة البلاد لوجود عقلية التفرد والاستحواذ على السلطة.