لليوم الثاني على التوالي وفي التوقيت نفسه، ضربت موجة من الغبار الكثيف العاصمة الرياض قبل مغرب أمس، وحوّلت سماء المدينة إلى اللون الرمادي، وحجبت الرؤية الأفقية إلى أقل من 100 متر. ورغم أن الموجة لم تصل العاصمة إلا قبيل المغرب، إلا أن عددا من المدارس الأهلية والحكومية، صرفت طلابها منذ الساعة العاشرة صباحا لتفادي الموجة التي حذّرت منها الجهات المختصة وفي مقدمتها الرئاسة العامة للأرصاد، والدفاع المدني الذي بادر بإرسال رسائل نصيّة على الهواتف النقّالة، تدعو لأخذ الحيطة والحذر من الغبار الذي وصفه "المدني" بالكثيف ويؤدي لانعدام الرؤية الأفقية. ومارس عدد من مديري المدارس بنين وبنات بالرياض صلاحياتهم الجديدة ب"إيقاف عمل الدوام حسب الظروف الجوية"، وقاموا بصرف الطلاب مبكراً في معظم مدارس العاصمة بسبب موجة الغبار التي هبت على شمال المملكة ومنطقة القصيم منذ ساعات الصباح الباكر أمس، وذلك خوفاً من تعرض الأبناء والبنات لمكروه أو صعوبة الوصول إلى أولياء أمورهم. وكانت مواقع إلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك، وبعض برامج الدردشة على الهواتف النقالة الذكيّة، تابعت الموجة منذ تحرّكها من القصيم باتجاه العاصمة. وباتت هذه المواقع الخيار الأمثل للعديد من المهتمين بمتابعة الطقس، فيما استنفرت الأسر في المنازل بإغلاق نوافذها، وارتداء الكمامات الواقية. وشهدت الطوارئ والمستشفيات ازدحاما من مرضى الربو والجهاز التنفسي الذين يعانون صحيا من مثل هذه الأجواء. من جهتها، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقرير نشرته على الإنترنت، أن تكون الرؤية غير جيدة بسبب العوالق الترابية والأتربة المثارة حيث يتوقع أن يستمر تأثر منطقة الرياض خاصة الأجزاء الجنوبية منها والمنطقة الشرقية بتدن في مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من واحد كيلو متر. كما تتأثر الأجزاء الشرقية من مناطق غرب المملكة والأماكن المفتوحة والطرق السريعة منها بالأتربة المثارة وما زالت الفرصة مهيأة لهطول أمطار رعدية تسبق بنشاط في الرياح السطحية وذلك على مرتفعات نجران وعسير والباحة قد تمتد إلى الأجزاء الجنوبية من مرتفعات مكةالمكرمة وتتكون السحب الركامية على أجزاء من منطقة الرياض والمنطقة الشرقية. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة أمس أن نسبة مراجعي مستشفيات الوزارة بمدينة الرياض ازدادت إلى 40 % خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بسبب سوء الأحوال الجوية حيث كانت معظم الحالات لمرضى الربو والمصابين بالأمراض الصدرية. ونصحت الوزارة أمس جميع المواطنين والمقيمين وخاصة مرضى الربو أو المصابين بالأمراض الصدرية بالتقيد بالتعليمات والنصائح المتعارف عليها أثناء هبوب الرياح وموجات الغبار. ودعت الوزارة إلى مراجعة أقرب مركز صحي أو أقسام الطوارئ في الحالات الطارئة، منبهة السائقين إلى إغلاق النوافذ جيدا أثناء القيادة في الأجواء الترابية، مع تشغيل جهاز التكييف أثناء القيادة على درجة حرارة مناسبة إن دعت الحاجة. وأكدت الوزارة جاهزية مرافقها الصحية كافة لاستقبال الحالات الطارئة معلنة أن أقسام الطوارئ بمستشفياتها تعمل على مدار الساعة في المناطق التي تضررت بموجة الغبار والأتربة وخاصة مناطق الوسطى والشرقية.