اعتبر فهد سعود العنزي( 30 عاما) تاريخ 3 مارس 2009 م نقطة تحول في حياته، وذلك عند تسلمه أول شيك بقيمة 25 ألف ريال، نظير عمله في تسويق مواقع إلكترونية لجوجل ادسنس. وقال فهد إنه رغم الظروف الصعبة التي مرت به، ورغم أنه لم يتجاوز الصف السادس الابتدائي تعليما، والظروف النفسية والاجتماعية التي كانت تمارس عليه، والعمل لساعات طويلة على الإنترنت دون أي عائد مادي، استطاع أن ينجح في التجارة الإلكترونية وتسويق الإعلانات عن طريق موقع جوجل، والذي يمكّن الناشرين على صفحات الإنترنت من عرض إعلانات جوجل على مواقعهم الشخصية، ويقدم عمولات مادية مرتفعة، اعتمادا على عدد زوار الصفحة الخاصة بكل مشترك. وحول عمله في مجال الكمبيوتر والبرمجة ذكر العنزي أنه عمل في مجال الحاسب الآلي 17 عاما، ورغم عدم تمكنه من اللغة الإنجليزية، إلا أنه بدأ بتصميم مواقع إلكترونية لعدد من الإدارات الحكومية والشخصية والعامة وفي مجال البرمجة، يقول "قمت بتصميم مواقع للاستضافة، كان أولها موقع يحمل اسم "قدح للاستضافة والتسويق"، ثم بدأت في محاولاتي في مجالات التسويق عبر الحاسب الآلي واستثمار المواقع، وقد ملكت الكثير من المواقع الصغيرة والعملاقة، ولكنها لم تكن تدر علي أي ربح مادي فتركتها، واكتفيت بثلاثة مواقع خاصة بي لغرض البيع والشراء، والتواصل مع المجتمع عبر شراء وبيع الكتب والأفكار وشروحات التصاميم. وأضاف أنه في نهاية هذا العام، وبعد كل هذا العمل استطاع أن يكسب أكثر من مليون ريال نظير مجهوده في تسويق موقع جوجل ادسنس، وجهوده في إدارة مدونات وإدارة حسابات مدونات شخصية، مشيرا إلى أن عمولاته من جوجل تصل أحيانا إلى أكثر من 100 ألف ريال في الشهر الواحد، مقابل عرض إعلاناتهم، إضافة إلى عمولات بيع الكتب الإلكترونية. وقال العنزي إنه قام خلال فترة عمله في مجال الحاسب الآلي بتأليف ثلاثة كتب إلكترونية بعناوين "استيقظ"، و"اربح ريالا في كل دقيقة"، و"15 خطوة للنجاح"، وهي كتب معترف بها في موسوعة كانول العالمية، مضيفا أن كتبه تدعو إلى النجاح، عبر شروحات فيديو قمت بنشرها على الإنترنت، وكان عدد المشاهدين لها يصل إلى 100 ألف زائر يوميا، حيث يستهوي الكثيرين متابعة الشروحات، وهي شروحات فيديو حول 15 خطوة للنجاح تحدثت فيها بشكل احترافي. وحول تميزه في مجال الحاسب الآلي رغم تعليمه الابتدائي قال "أعمل على الحاسب ببرامج لغة إنجليزية رغم أنني لا أتقن الإنجليزية، ولكن مع الخبرة والمراس وحبي للكمبيوتر أصبحت أعرف كل شيء، فقد كنت أعمل في مقهى إنترنت، وأقضي 24 ساعة على الإنترنت، في محاولة للتعرف على مكامن العمل على هذه الشبكة". وعن مدى إقبال الشباب السعودي للعمل على مواقع الإنترنت، ذكر لي أن الشباب السعودي لا يقتنع بهذه الأفكار ولا يصدقها، ولا يصدقون أن هناك عملا مجديا اقتصاديا يمكن أن يتم عبر الإنترنت، كما أن هناك مفاهيم خاطئة عن التجارة الإلكترونية في المملكة. وأشار العنزي إلى أنه يطمح في المستقبل إلى تأليف كتب إلكترونية، وأن يتم بيعها بشكل إلكتروني، حتى لو بيع الكتاب بدولار واحد، ونصح الشباب السعودي بالاتجاه إلى الإنترنت، ودعا متصفحي الإنترنت إلى تحويل مسارهم من مستهلكين إلى مستثمرين، وتحويل الترفيه إلى استثمار، مؤكدا أن الشروحات المجانية على الإنترنت عبارة عن طعم، ولا يمكن أن يستفاد منها، مؤيدا الاستفادة من الشروحات المدفوعة، والتي يمكن أن تفيد في اكتساب المهارات. وعن مصادر استفادته قال "استفدت من مركز تعليمات جوجل المطور بالعربية وبنيت عليه أفكاري في إنتاج هذه الكتب التي تضم أسرار النجاح وخطواته، ومن أهمها الإيمان والإصرار، وألا يلتفت لكل من يحبطه والغباء الاجتماعي والتحطيم". ودعا العنزي إلى توعية المجتمع بالاستفادة المثلى من الإنترنت، وعدم الضغط على مفاتيح الكمبيوتر بشكل عشوائي، وأن يدرس الشباب عمل "الكليك"، لأن نسبة النقر في الإعلان بالعالم العربي تصل إلى40 %، وأحيانا لا يكون لديه علم أنها إعلانات، وأن هناك مستفيدين من كل حركة "كليك". وقال "ليس لدينا من يستخدم الإنترنت كبحوث أو مرجع أو للعمل إلا بنسبة 1%"، مبينا أن قاعدة الربح في جوجل تنطلق من أخبرني بماذا تبحث عنه وأخبرك بماذا تفكر وأعرف ماذا تحتاج. وأضاف أن "أهم البرامج التي يقبل عليها الشباب السعودي هي أولا برامج ترفيه وألعاب في جوجل، فالعشر كلمات الأولى للبحث في جوجل هي بحث عن الترفيهية"، وأبان أن إحصائيات جوجل من قراءاته الشخصية تكشف أن المستخدمين في منطقة الخليج يبحثون عن الترفية والتسلية على الإنترنت بنسبة 80%، وتبقى نسبة 20% لنشاطات أخرى.