أبدى الرئيس الليبي معمر القذافي استعداده للتفاوض مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" من دون شروط مسبقة لوقف إطلاق إطلاق النار، إلا أنه رفض الدعوات التي تطالب برحيله. وقال في كلمة أمس بمناسبة الذكرى 96 لمعركة القرضابية ضد الاحتلال الإيطالي "ليبيا ترحب بوقف إطلاق النار وأعلنت موقفها أكثر من مرة ومستعدة في هذه اللحظة لوقف إطلاق النار من طرفها، ولكن لا يمكن وقف إطلاق النار من جانب واحد". لكن المجلس الوطني الانتقالي الليبي والناتو رفضا دعوة القذافي. وقال المجلس "ليس للقذافي أي دور للاضطلاع به في مستقبل ليبيا". كما أكد المتحدث باسمه عبدالحفيظ غوقة إن "زمن التسويات قد ولى". وبدروه أعلن الناتو أنه يريد من قوات القذافي وقف الهجمات ضد المدنيين قبل أن يفكر الحلف في عرض الرئيس الليبي، مشيرا إلى أن الحلف يريد رؤية أفعال لا كلمات. وأضاف مسؤول أطلسي، أن القذافي وقبيل ساعات من اقتراحه للهدنة قصف عشوائيا مصراتة وقتل عددا من الأشخاص. من جانبها، حذرت الجامعة العربية من استمرار تأزم الوضع في ليبيا، واعتبرت بقاء هذا الملف مفتوحا من شأنه العمل على عدم استقرار ليبيا والمنطقة بأكملها. وقال نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي أمس إن وفدا من الجامعة سيشارك في اجتماع فريق الاتصال الدولي المعني بليبيا في روما الخميس المقبل، لعرض وجهة نظر الجامعة حيال الأزمة الليبية. وعلى الصعيد العسكري، دعا النظام الليبي، الثوار في مدينة مصراتة للاستسلام مقابل العفو عنهم، وأمهلهم حتى 3 مايو المقبل للخروج من المدينة، مهددا بضرب أي سفينة تدخل الميناء. وقال المتحدث باسم النظام موسى إبراهيم مساء أول من أمس إن قوات النظام لن تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى مصراتة سوى عن طريق المداخل البرية وتحت إشراف قوات القذافي. في غضون ذلك، أكد الأطلسي أمس أن قواته تمكنت من تدمير 3 ألغام بحرية زرعتها قوات القذافي في مياه ميناء مصراتة لمنع توريد الغذاء والمساعدات الإنسانية الدولية للثوار الليبيين بحرا. وأكد الحلف أن القذافي خرق مرة أخرى المعاهدات والمواثيق الدولية بزرع هذه الألغام سرا كفخ للسفن الدولية التي تنقل المساعدات. وفي السياق، دخلت قوات القذافي أمس مدينة جالو (300 كلم جنوب بنغازي) وقتلوا 6 مدنيين، بحسب المعارضة. وقال مصدر معارض "دخلت 70 عربة مدينة جالو آتية من الجنوب. وقتل 6 مدنيين أحدهم كان يشتري خبزا والخمسة الآخرون موظفون". وقال مصدر آخر في المعارضة "يبدو أن القذافي بصدد فتح جبهة أخرى في الجنوب"، مشيرا إلى أن القوات التي دخلت جالو هي ذاتها التي كانت تدخل الخميس في الكفرة التي تقع على بعد 300 كلم جنوبا. وفي طرابلس، أطلقت قوات الأمن النار على محتجين في وقت متأخر من مساء أول من أمس، في ما يبدو أنها أول تظاهرات خلال أسابيع داخل العاصمة ضد القذافي. وأشارت مصادر المعارضة إلى أن قوات القذافي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في منطقتي سوق الجمعة وتاجوراء. وحول تداعيات القتال على دول الجوار، أعلن أمس ضابط مالي شارك في لقاء رؤساء أركان الجيوش في مالي وموريتانيا والنيجر والجزائر في باماكو لتعزيز تصديهم لتنظيم القاعدة في منطقة الساحل، "بسبب الأزمة الليبية تدهور الوضع الأمني في دول الساحل". وجاء في وثيقة لأحد البلدان المشاركة في اللقاء "أن عددا كبيرا من مقاتلي القاعدة يشاركون في المعارك بليبيا، منهم مقاتلون ليبيون أتوا من أفغانستان وآخرون من الساحل". وكانت أجهزة أمنية في مالي والنيجر أكدت أن تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي حصل على أسلحة ثقيلة مستفيدا من النزاع الليبي، منها صواريخ مضادة للطيران (سام 7)، وهذا التسلح الكبير خطر حقيقي على المنطقة بأكملها.