مع إعلان تولي رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال ديفيد بيتريوس إدارة وكالة المخابرات المركزية، وليون بنيتا وزارة الدفاع "البنتاجون" يمكن أن يواجه موقف واشنطن في أفغانستان متاعب جديدة. ومن المعروف أن موقف البنتاجون مختلف عن موقف الوكالة فيما يتصل بما ينبغي أن تفعله الولاياتالمتحدة في حربها هناك، والمستمرة لعامها العاشر على التوالي. وتوضح تصريحات بنيتا الذي كان يشغل موقع مدير الوكالة حتى نقله إلى وزارة الدفاع أن المخابرات المركزية تتبنى تقييماً متشائماً تجاه مسار الأمور في الحرب ضد طالبان. وعلى العكس من ذلك فإن بيتريوس يتبنى موقفاً أقل تشاؤماً من حيث إصراره على أن بالإمكان الوصول بالحرب إلى نقطة يمكن عندها التوصل إلى صيغة لإشراك طالبان في الحكم، دون أن تنفرد به ودون أن تعود أفغانستان إلى ما كانت عليه قبل عام 2001. ويمثل بنيتا موقف الوكالة فيما يمثل بيتريوس موقف البنتاجون ما قد يؤدي إلى صعوبات ناجمة عن التباين في مواقف قيادتي المؤسستين في صورتهما الجديدة، مع مواقف العاملين بهاتين المؤسستين ذاتهما. فضلاً عن ذلك فإن تعيين الجنرال جون آلان نائب رئيس الأركان في البنتاجون سفيراً في كابول يمكن أن يؤدي أيضاً إلى ترجيح كفة المنظور الذي تتبناه وزارة الدفاع في تعاملها مع الموقف الافغاني. ويتلخص موقف البنتاجون فيما عرضه بيتريوس أثناء شهادة أدلى بها أمام الكونجرس الشهر الماضي وقال فيها "إن تقييم القوات الدولية للموقف في أفغانستان هو أن الزخم الذي حققته طالبان منذ 2005 توقف، وأن التقدم الذي أحرزته القوات الدولية وضعها في النقطة الصحيحة لتحقيق توصيات مؤتمر لشبونة في نوفمبر الماضي؛ حول إمكانية أن تتولى القوات الأفغانية قيادة المهام الأمنية في البلاد بحلول العام 2014". وفي المقابل، وضعت وكالة المخابرات المركزية تقييماً للوضع قالت فيه إن مناطق واسعة من البلاد لا تزال خاضعة لنفوذ طالبان، وتحرير تلك المناطق لا يعني ضمان بقائها على هذا النحو؛ اذ سيكون بوسع مقاتلي طالبان العودة إليها في وقت لاحق دون صعوبة تذكر. وأدى التباين في التقدير إلى تصريحات انتقادية متبادلة بين الجانبين اتهمت فيها وزارة الدفاع تقييم الوكالة بأنه "يجهل التطورات التي تحققت في أفغانستان مؤخراً". وتوضح هذه الأسباب مغزى اعتراضات بعض أعضاء الكونجرس على تعيين بيتريوس على رأس الوكالة، وبعض علامات عدم الارتياح التي ظهرت في تصريحات مسؤولين كبار في الوكالة بعد أن تأكدت أنباء تعيين الجنرال في موقعه الجديد. في غضون ذلك، أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" أمس مقتل 3 من جنوده بحوادث منفصلة بأفغانستان، ما يرفع عدد قتلى القوات الأجنبية إلى 150 قتيلاً بينهم 48 الشهر الجاري الذي اعتبر الأعنف خلال العام الحالي. وأوضح الناتو أن جنديين قتلا بانفجار قنبلة جنوبأفغانستان، فيما قتل الثالث بهجوم شرقي البلاد، دون الكشف عن هوية الجنود. إلى ذلك، كشفت مصادر أفغانية أن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني نصح المسؤولين في كابول بالابتعاد عن الولاياتالمتحدة والبحث عن حلفاء آخرين مقترحاً ترسيخ التحالف السياسي مع الصين. ولم توضح المصادر طبيعة رد الفعل الأفغاني أو السبب الذي دفع الرئيس جيلاني للإدلاء بهذا الرأي. وكانت باكستان أجرت أمس تجربة ناجحة على صاروخ كروز من سلسلة "حتف-8" يعرف باسم "رعد" له القدرة على حمل الرؤوس النووية، ويبلغ مداه 350 كم. في غضون ذلك، قتل شرطيان باكستانيان وأصيب 3 بهجوم لمسلحين مجهولين أمس على دورية للشرطة في مقاطعة نصير آباد بإقليم بلوشستان الجنوبي الغربي. وأوضحت مصادر أمنية أن قوات الشرطة ردت على مصدر الهجوم بالمثل ما أدى إلى سقوط قتيل في صفوف المسلحين واعتقال آخر.