سمك الحريد هدية من الله لأهالي فرسان، لذلك لا يباع. هذا هو عرف سكان الجزر الحالمة في البحر الأحمر التابعة لمنطقة جازان، حين تأتي أسراب تلك الأسماك مهاجرة بألوانها الجذابة وطعمها الفريد إلى شواطئهم في أبريل من كل عام. هم ولمئات السنين، يؤثرون أن يذهب صيدهم إلى عائلاتهم وأصدقائهم على أن يبيعوه، والأخير ليس من عاداتهم ويحاسبون كل من يتجاهل أعرافهم. وعاد 3 آلاف مواطن في فرسان إلى منازلهم بشباك الصيد محملة ب 25 ألف سمكة جمعوها في أيام الحريد، وهو الرقم الأعلى منذ انطلاقة مهرجان الحريد السنوي قبل 7 أعوام، وكانت هي هداياهم واحتفالاتهم. الصيد الوفير سبقه ماراثون مائي انطلق فيه الصيادون من الشواطئ حاملين شباكهم، وتحمسهم هتافات الجماهير والتصفيق الحار لمن يعود حاملا أكبر الكميات أو أثقلها وزنا، والأخيرة حصد نظيرها أحد المتسابقين جائزة بعد أن قدم إلى لجنة تحكيم السباق شبكته محملة ب22 كيلو جراما من الأسماك. ولم تغفل عدسات المصورين الأجانب الذين تواجدوا منذ وقت مبكر رصد صيد الحريد، وكذلك توثيق السباق.