تواجه إدارة الرئيس باراك أوباما ضغوطا مكثفة لحملها على تبني موقف أكثر صرامة من النظام السوري بسبب ما يوصف باستخدام العنف المفرط في مواجهة مظاهرات المحتجين هناك. وتتخذ تلك الضغوط اتجاهين الأول هو تصعيد العقوبات المفروضة على دمشق وهو ما وعد به البيت الأبيض في بادرة تنازل أمام القوى الضاغطة في واشنطن، والثاني هو تصعيد الأمر إلى حد القيام بتدخل عسكري عن طريق حلف شمال الأطلسي "الناتو" وهو خيار يواجه معارضة كبيرة من غالبية القوى المؤثرة في العاصمة الأميركية بما في ذلك الجمهوريون في الكونجرس. وأمرت الولاياتالمتحدة مساء أول من أمس بإجلاء عائلات الدبلوماسيين والموظفين غير الأساسيين في سفارتها في سورية بسبب "عدم الاستقرار والغموض" المخيمين على الوضع في البلاد. وقال عدد من الأعضاء الجمهوريين في المجلس التشريعي إن الخطوة المناسبة هو سحب السفير وإغلاق السفارة كما فعلت الإدارة في حالة ليبيا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "إننا ننظر في سن قانون يفرض عقوبات محددة المجالات". وعلى الرغم من أن احتمال تدخل ناتو عسكريا في سورية يبدو مستبعدا تماما حتى الآن، فان كارني لم يستبعده بصورة كاملة. وفي بروكسل قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية كاثرين راي إن سفراء الاتحاد الأوروبي سيلتقون قريبا لمناقشة الموقف في سورية وإمكانية فرض عقوبات عليها. أما في روما فقد صرح رئيس الحكومة الإيطالي سيلفيو برلوسكوني في ختام قمة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إن روما وباريس "قلقتان" من الوضع في سورية وتدعوان النظام إلى "وقف القمع العنيف". من جهته أكد ساركوزي أن الوضع في سورية "غير مقبول. لا ترسل دبابات والجيش لمواجهة متظاهرين". لكن ساركوزي أكد أن فرنسا لن تتدخل في سورية بدون قرار مسبق من مجلس الأمن الدولي "ليس من السهل الحصول عليه". ومن جانبه أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن بلاده تعمل مع الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي لتوجيه "رسالة قوية" إلى النظام السوري لوقف القمع الدامي للمتظاهرين. ولكن في المقابل قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أمس إنها تلقت دعوة من السلطات السورية تقترح إرسال بعثة إلى سورية. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم رئيسة المفوضية نافي بيلاي إنه لم يتقرر أي شيء بعد، موضحا أن العرض السوري قدم الخميس الماضي. وفي أنقرة كشفت تقارير صحفية عن زيارة سرية قام بها رئيس جهاز المخابرات المركزية الأميركية ليون بانيتا لتركيا نهاية مارس الماضي. وذكرت التقارير أن الجانبين التركي والأميركي أكدا أن الأوضاع في سورية دخلت مرحلة حرجة وستتجه إلى حالة من الفوضى الحادة إذا فشل الرئيس السوري بشار الأسد في اتخاذ خطوات حاسمة لتنفيذ الإصلاحات ووضع حد للاضطرابات. وأضافت أن "خطة تركيا للتعامل مع التطورات في سورية واحتمالات إخراج الأسد وعائلته من سورية وخطة تأمين هذا الخروج حال سقوط النظام السوري نوقشت أيضا خلال المباحثات". إلى ذلك سمع دوي إطلاق نار ومدفعية في وقت مبكر صباح أمس حول مدينة درعا المحاصرة بينما يحتمي المدنيون في المنازل من الدبابات والقناصة في الشوارع. وقالت منظمة سواسية السورية لحقوق الإنسان إنه تم إلقاء القبض على حوالي 500 من أنصار الحركة المطالبة بالديموقراطية في أرجاء سورية. وذكرت أن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص 400 مدني على الأقل منذ بدء الاحتجاجات.