عادة ما تكون النجومية المطلقة والشهرة في نهائيات كأس العالم حكراً على لاعبين يستأثرون بها ونادراً ما ينافسهم أحد عليها، لكن مدربي منتخبات كأس العالم المقبلة 2010 يستعدون لسحب بساط الشهرة الجماهيرية وأضواء الصحافة من اللاعبين أو على الأقل منافستهم، خصوصاً أنه من غير المتوقع أن يبزغ "نجم" لاعب خارق للعادة في هذه النهائيات إذا ما تم استثناء الأرجنتيني ليونيل ميسي إذا استطاع أن يقدم مع المنتخب ما يقدمه مع برشلونة. ويؤكد المراقبون أن مدرب الأرجنتين دييجو مارادونا سيكون أكثر الملاحقين من الجماهير والصحافة كعادته في أي حضور له، خصوصاً أن هذه البطولة ستكون المحك الحقيقي له كمدرب بعد أن عانى كثيراً في إيصال منتخبه للنهائيات، وإن كان سيجد كثيراً من الحديث في جنوب إفريقيا عن مارادونا اللاعب وهو ما لا يحبذه. وسيكون مارادونا في منافسة أولية مع لاعبه ميسي، وفي منافسة أخرى مع الإيطالي فابيو كابيلو الذي سيدفعه للأضواء كونه إيطالياً يدرب منتخب إنجلترا، إضافة إلى النتائج المتوقعة للإنجليز التي تشير إلى أنهم سيذهبون لأدوار متقدمة بعد المستويات الرائعة في مرحلة التصفيات والإعداد. ويأتي بعد كابيلو، الفرنسي ريمون دومينيك فهو أكثر المدربين إثارة للجدل بين مدربي منتخبات النهائيات لأن هناك من الفرنسيين من طالب بإبعاده حتى قبل التأهل، وهو يدرك سلفاً أنه سيغادر بعد البطولة ليحل مكانه مدرب بوردو لوران بلان. ورابع المدربين الذين يتوقع المراقبون أن يستأثروا بالاهتمام مدرب منتخب جنوب إفريقيا، البرازيلي كارلوس البرتو بيريرا الذي درب في خمسة نهائيات سابقة (الكويت 1982، الإمارات 1990، البرازيل 1994 ،2006 السعودية 1998). وعندما يطلق حكم المباراة الافتتاحية للبطولة صافرته في ملعب "سوكر سيتي" بجوهانسبرج سيكون التنافس بين المدربين ومنهم 21 مدرباً يقودون منتخباتهم الوطنية و11 مدرباً أجنبياً فضلتهم الدول على مدربيها الوطنيين قد بدأ. وفي كأس العالم المقبلة سيتفوق المدربون الوطنيون في العدد على نظرائهم في بطولة 2006 في ألمانيا التي وصل عددهم فيها إلى 15 مدرباً وطنياً مقابل 17 أجنبياً. وتخلت فرق عريقة في النسختين الماضيتين وفي النسخة الحالية من البطولة عن خيار المدرب الوطني، مثل المنتخب الإنجليزي الذي سيقوده كابيلو بعد أن دربه السويدي زفن جوران أريكسون في نسختي 2002 و2006 ليكون بذلك المنتخب الوحيد من بين المنتخبات السبعة الحاصلة على شرف الفوز بكأس العالم (البرازيل، إيطاليا، ألمانيا، الأرجنتين، إنجلترا، الأورجواي) الذي يقوده في النهائيات مدرب أجنبي. وتتصدر المدرستان الأرجنتينية والألمانية الحضور التدريبي في المونديال بوجود ثلاثة مدربين أرجنتينيين ومثلهم ألمان في البطولة، ثم تأتي بعدهما 6 جنسيات بواقع مدربين لكل من البرازيل، إيطاليا، هولندا (كان يمثلها 4 مدربين عام 2006)، صربيا، فرنسا، السويد وهذه الأخيرة تحضر بمدربيها دون منتخبها في المونديال حيث يقود لارس لاجرباك منتخب نيجيريا، وزفن جوران إريكسون ساحل العاج. وقد تحمل مباريات البطولة في أدوارها المتقدمة مواجهات مرتقبة لمدربين يشرفون على منتخبات تواجه بلدانهم وهناك لقاء مؤكد في الدور الأول بين منتخبي صربيا وغانا التي يدربها الصربي ميلوفان راييفاتش في المجموعة الرابعة.